تاريخ النشر: 01/11/2004
الناشر: دار الحكمة
نبذة نيل وفرات:"ما هو سرّ القدر الذي جمع بين بابل واليهود؟ بابل.. المدينة.. الأرض.. المكان.. اليهود.. القبائل.. الجنس.. الدين.."
لماذا اليهود يحاولون الانتماء إلى بابل كأنها الأرض المقدسة..؟ هل ثمة علاقة عشق بين اليهود والمكان، ويفوق عشقهم لحبيباتهم.. وهل هم يرون جغرافية الأرض بمستوى رؤيتهم لجغرافية الجسد.. فيدخلون في مسامات الأرض.. ...وكذلك في مسامات الجسد، كالملح لمنعه من التعفن..؟
وما هو السر الذي جعل هرتزل يقرر: إن اليهود كالملح لا يمكن الاستغناء عنه، ولأنهم ضرورة فإنهم باقون مع غيرهم حتى يوم القيامة ولولا ذلك لما خلقهم الله.
لقد قرأت لأكثر من ثلاث مرات كتابه: (دولة اليهود).. واعترف أنه من أخطر الكتب السياسية على بساطة حجمه، في سبر أغوار القادم من الزمن.. وإن كل عبارة فيه تم نحتها بمعاناة، تمتد بعمق تاريخ اليهود في الشتات..
ولم الحيرة والاستغراب فكتابنا المقدس القرآن الكريم، مبني في نحو ثلاثة أرباع سوره على قصة موسى وبني إسرائيل واليهود..؟
حينما أتمعن في هذه النسبة أجدها تلتقي مع نسبة مياه البحر إلى اليابسة في الأرض.. ثلاثة أرباع إلى الربع.. من هنا أيضاً أتفهم علاقة النبي موسى واليهود بالبحر.. فالبحر يحتوي على الملح الذي يحفظ ماءه من التعفن!!
وأعود متسائلاً: ما هي العلاقة الأزلية بين بابل واليهود والملح..؟ ليس من باب السخرية أجد أن يهود العالم اليوم بحاجة ماسة إلى كميات أكبر من الملح، والملح المطعم باليود لمنع تسوس الأسنان.. فيا ترى هل أوجد الله البحر الميت، الكثيف الملح، وسط الأرض المقدسة لهذا السبب..؟
هكذا تواردت خواطري بهذا الشأن.. وربما لأن اختصاصي في الماجستير عن الأحزاب الأصولية اليهودية، مما جعل المقاربات الثقافية تتداخل عندي في الكتابة. فلدي إحساس مرهف بالمعنى الباطني لهؤلاء الناس,
ولأن العود أحمد، كما يقولون في العربية.. كانت أفكاري تتسابق للظهور من تحت صدري لتكون فوق لساني.. مثلما وصفها الكاتب الفارسي في العصر العباسي، ابن المقفع..نبذة الناشر:الأوصاف لتشير إلى حقيقة الحدث، بأقل قدر ممكن من التزيين، وغلى تقييمه سلباً أو إيجاباً، ليكون نموذجاً إنسانياً يشير إلى ما حصل بدلالته، وهذا هو جزء مهم من دخول الحدث إلى عملية التاريخ. وهي مهمة جديدة لرواية العولمة.
السلام الحضاري، جاء كإطار عام لأحداث الرواية، فمنطقة الشرق الأوسط هي قلب العالم القديم والوسيط والمعاصر وستبقى كذلك لقرون قادمة.. فمن غير السلام لا تكون حياة ولا حضارة في أي مكان، وأظم أن الكتابة بقلم السلام وقلب السلام وعقل السلام من أجل السلام ما زالت جد محدودة في عالمنا، بل أن نزعة السلام أصبحت رديفاً للخيانة أحياناً ودعوة للتعامل مع الأعداء، على حساب الضحايا والشهداء في أحيان أخرى.
إن رواية حارة سوق اليهود، محاولة جادة ومباشرة على صعيد الأدب، لإنقاذ روح السلام المتهافت، وسفينة نجاة لروح التسامح وسط العنف والتعصب والإرهاب، الذي أحرق الأخضر واليابس، كما نقول في المثل الشعبي السائد عندنا.
إن (السلام) درجات يرتقي الإنسان السليم سلمها نقلة نقلة.. وخطوة خطوة.. وصولاً إلى محراب الحب والمحبة والتفاعل والاستقرار، لعل روايتي هذه تكون (الدرجة الأولى) في هذه السلم الطويل.. ولنعلم أولادنا أبجدية الحياة الجديدة، وأولها الإيمان بالسلام عن حق وحقيق، ونشارك الجميع أغنية الميلاد، عن المحبة والسلام على الأرض.. إقرأ المزيد