تاريخ النشر: 01/01/2003
الناشر: دار الضياء
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:"رباه إني قد عرفتك، خفقة في أضلعي، وهتفت باسمك يا له لحناً يرن بمسمعي، أنا من يذوب تحرقاً بالشوق دون توجع، قد فاض كأسي بالأسى، حتى سئمت تجرعي، يا رب إني قد غسلت خطيئتي بالأدمع يا رب يا تسبيحتي، في مسجدي أو مهجعي، يا رب إني ضارع، أفلا قبلت ...تضرعي؟، إن لم تكن لي في أساي، فمن يكون إذن معي؟، رباه كم أعملت فكري، وغرست من نثري وشعري، أبغي جنىً حلواً فما عادت، يداي بغير مُرِّ، رباه قد عصفت جراح.. الصدر حتى ضاق صدري ومضيت في تيه بعيد.. الغور حتى ضاع عمري، وصبرت يا رباه في الآلام.. حتى عِيلَ صبري، وظللت أرقب بعد طول.. الحالكات طلوع فجري، يا كاتباً سِفْر السعادة.. والهنا، جِدْ لي بسطرِ أنت الذي يدري بحالي من سواك إذن سيدري؟ يا رب في جوف الليالي.. كم ندمت وكم بكيت، ولكم رجوتك خاشعاً وإلى رحابك كم سعيت، قد كنت يوماً تائهاً واليوم يا ربي وعيت، يا رب من لي غير نورك... إن ضللت وإن غويت، فإذا نويتُ البِرَ يا الله فاقبل ما نويت، أنا إن رميت ضلالتي، فبسهم ربي قد رميتْ، إن كنت تعرض جنة للبيع، بالنفس اشتريت، أو كنت تدعوني إلهي للرجوع فقد أتيت".
الشاعر التاريخي هو الذي يرتبط شعره وترتبط حياته بتغير جوهري في الشعر نفسه أو في السياسة أو في الإجماع، ويكون له تأثير حاسم في هذه المفاصل جميعاً أو في أحدها، ومن أمثلة الشعراء التارخيين في الشعر العربي الشاعر الجاهلي "امرؤ القيس بن حجر الكندي"، و"حسان بن ثابت الأنصاري"، و"المتنبي"... و"محمد إقبال" شاعر الحركة الإسلامية في الباكستان، و"يوسف القرضاوي" شاعر مصر التاريخي، وفي الأردن ظهر الشاعر التاريخي "يوسف العظم" مؤلف الديوان الذي بين يدينا والذي لك تخيل مسيرته الدعوية من معاناة وتشرد وسجون، ولكنه بقي على وفائه للإسلام ومبادئه.
كانت مسيرة "يوسف العظم" مقترنة بالشعر، يقول الشعر في كل شأن من شؤون الأمة الإسلامية، وفي أمر من أمورها، يفرح لنجاحاتها، ويأسى لإخفاقاتها، بل إن شعره مغموس بهموم الإسلام أينما كان، وخص فلسطين باهتمام عظيم، ومسجدها الأقصى باهتمام خاص، حتى دعي بشاعر الأقصى.
كان لـ"يوسف العظم" أثره العميق في مسيرة الشعر الإسلامي في الأردن، فقد أخرج أكثر من سبعة دواوين، وتأثر به عدد غير قليل من شعراء الأردن الإسلاميين، بل امتد تأثيره إلى شباب الإسلام في كل مكان.
وفي ديوانه الذي بين يدينا يؤكد على صدق ما أسلفنا حوله حيث يجمع كافة ما كتب في الأعمال الشعرية بدءاً من ديوانه الأول في رحاب الأقصى وانتهاءاً بديوانه الثامن أناشيد وأغاريد للجيل المسلم. كما يضم في خاتمته مجموعة من القصائد التي لم تنشر منها: الإخوة في الله. شاعر الأقصى، لو حكمت حواء!، بناتي، سيوف الإيمان، بلاي، ذل فينا النهي!... إقرأ المزيد