مستقبل العراق: الاحتلال - المقاومة - التحرير والديمقراطية
(0)    
المرتبة: 102,019
تاريخ النشر: 01/10/2004
الناشر: مركز دراسات الوحدة العربية
توفر الكتاب: يتوفر في غضون أسبوع
حمّل iKitab (أجهزة لوحية وهواتف ذكية)


نبذة نيل وفرات:".. هكذا نرى أن جانباً في رسم صورة المستقبل يتوقف على الأمريكيين، وآخر يتوقف على المقاومة في العراق، وإلى أي حد ستؤثر في الناخب الأمريكي في الانتخابات على المقاومة في العراق، وإلى أي حد ستؤثر أيضاً في الناخب. لقد كسبت الولايات المتحدة حتى الآن "معركة" احتلال العراق، ولكن المهم ...هو من سيكسب "الحرب"، وهناك من الأمور الموضوعية ما يبرر التفاؤل بأن العراق سيكسب "الحرب"، وهناك من الأمور الموضوعية ما يبرر التفاؤل بأن العراق سيكسب "الحرب"، وهناك من الأمور الموضوعية ما يبرر التفاؤل بأن العراق سيكسب "الحرب" مع الاحتلال. ولكنني أعتقد أنه إذ فاتنا فرصة السنة الحالية 2004 فستكون العملية أطول وأصعب، وستتطلب ضحايا أكثر، لكن ذلك لن يعني فقداناً كلياً للأمل، ولكنه سيعني زيادة في التضحيات والمعاناة".
ضمن هذه الرؤية تأتي استشفافات الدكتور خير الدين حسيب حول مستقبل العراق. تحدث الدكتور حسيب حديثاً مطولاً حول الاحتلال الأمريكي للعراق، وحول المقاومة العراقية، وحول التحرير والمقاومة. وذلك من خلال حوار أجرته مع القناة التلفزيونية الفضائية "المستقلة" في لقاء جاء تحت عنوان "جولة أفق". وقد توافق مضمون ذاك الحوار مع ذاك العنوان، فإن ما قيل فيه لم يقل من موقع وطني عراقي فحسب؛ بل هو قيل من موقع قومي عربي أيضاً.
فمن يعرف الدكتور حسيب، يعرف عنه تحرره من الوطنية الضيقة وتجاوزه للنظرة القومية الكلانية التي تسقط الوطنيات وتتجاهلها، وإذا ما سُئل: ماذا تعني القومية بالنسبة له أجاب أنه كل من آمن بقضايا الأمة ومشروعها النهضوي بعناصره وأهدافه الستة (الوحدة، والديموقراطية، والتنمية المستقلة، والعدالة الاجتماعية، والاستقلال الوطني والقومي، والتجدد الحضاري)، وفي ذلك تتسع الصفة لتشمل القومي، بمعناه التقليدي، واليساري، والليبرالي الديموقراطي، والإسلامي العروبي.
وإلى هذا فالدكتور حسيب جسد في مجمل هذا الحوار قولاً حاملاً لموقفه السياسي: الوطني والقومي، في ركاب رؤية وتحليل يمنحانه طعماً خاصاً مختلفاً، فالقارئ لا يستطيع قراءة مادة هذا الكتاب دون أن تستوقفه فيه الخلفية الثقافية لصاحبه يلحظها من خلال ملمحين يسمان حديثه ويغلبان عليه. الملح الأول ما يمكن وصفه بالمتابعة اليقظة لما يجري في العراق وفي المحيطين العربي والإقليمي وفي النظام الدولي من سريع الأحداث والتحولات، كأي باحث رصين يسكنه هاجس المعرفة.
وفي هذه المتابعة، يعرض الرجل كل ما يفترض أنه على علاقة بما يجري: السياسة الأمريكية، السياسات العربية، السياسات الإقليمية، النفط، الصراع العربي-الإسرائيلي، توازنات القوى الاقتصادية الدولية، صراع الاستراتيجيات الكبرى على الإقليم، صورة المنطقة في منظار مصالح كل فريق، المشروع القومي أو ما بقي منه، "الإسلام السياسي".. الخ ومن تلك الحوادث والأطراف والقوى ينسج خيوط الترابط والتمفصل كي يعيد إدراك الوقائع في سياقاتها، وكي يفهم الأهداف التي رامها صانعو تلك الحوادث، والغايات التي تقف خلف سياساتهم. ولا شك أن القارئ واجد على ضوء تلك العطيات ما يمكن أن يعطيه فرصة لإعادة تنظيم حوادث العراق في وعيه على نحو أكثر وضوحاً.
أما الملمح الثاني فيمكن تعيينه بروح الممارسة والاستشراف التي تسكن الكتاب وتسكن تفكير الدكتور حسيب عموماً. تبدأ هذه الروح عنده بكلمة لا تكاد تبارحه ولا يكاد يذهب عنها هي: ما العمل؟ لتنتهي بالمغامرة المعرفية في وضع سيناريوهات للمستقبل للتفكير داخلها في المستقبل. فالرجل هو في جملة قلة قليلة أدركت مبكراً القيمة الحيوية لفكرة الاستشراف واهتمت بإطلاق تجربة الدراسات المستقبلية في الفكر العربي فهو يؤمن بأن المستقبل حمل بدائل مختلفة وبعضها أفضل من البعض الآخر، وأن اختيار هذا المستقبل أو ذاك يتوقف على إرادة صنعه، وعلى القدرة على صنعه، ثم على الثمن الذي ينبغي دفعه في هذه الحال أو تلك من حالات المستقبل.
وأخيراً يمكن القول بأن الدكتور حسيب الذي رعى مشروعاً علمياً، هو الأول من نوعه في الفكر العربي، لاستشراف المستقبل العربي وذلك ضمن مشروع استشراف مستقبل الوطن العربي الذي نشر مركز دراسات الوحدة العربية دراساته وحصيلته النهائية، يجرب في هذا الكتاب، وضمن ذاك الحوار، أن يستأنف النظر إلى مستقبل العراق بذات أدوات الاستشراف التي خبرها منذ عقدين. إقرأ المزيد