تاريخ النشر: 01/09/2004
الناشر: دار الآداب
نبذة نيل وفرات:"كان الصوت ينادي الجماهير "أيها المواطنون.. أيها المواطنون"، ثم يروح يصف محبّة الجماهير للزعيم أو للقائد ومحبّة الزعيم لشعبه. كانت الجماهير، بحسب رأيه، جزء بسيط من هذا العالم الذي يعشق الزعيم، فهناك أيضاً الشجر والطيور والغيوم.. والله، حتى الحجر والتراب يخشعان حين تدوسهما أقدام الزعيم. قال المذيع أيضاً سوف ...يقود الشعب إلى النصر المبين. أحبّ أن أعقد مقارنة بين الخطاب الذي يقدِّمه المذيع طوال المسيرة من خلال مكبِّرات الصوت العالية وبين التعليق الرياضي أثناء مباريات كرة القدم المنقولة على التلفزيون، فكلا المعلّقين يقولان كلاماً لمجرد الكلام. لمجرد أن يقولا شيئاً إلى الجمهور العريض وجعله متحمِّساً إلى أقصى درجات الحماسة. التشابه هنا هو في إثارة حماسة الجماهير ولكن الاختلاف بينهما كبير، ففي حين يصف المعلّق الرياضي ما يراه على أرض الملعب نجد المذيع في مسيراتنا يصف شيئاً غير موجود ويوهم الجماهير بوجوده. المعلّق الرياضي يأخذ بين الاعتبار وجود فريقين متنافسين بينما في مسيراتنا لا وجود إلاّ لفريق واحد أوحد. فريق مطلق وعليه يجب إلغاء كلّ فردانيّات الأفراد الذين يشكّلون الجمهور، وجعلهم عبارة عن نقاط في السيل الهادر الذي يصنعه هذا الجمهور. إن كل فردانية هي خطر محدق بسلطة الزعيم، وما تشكيل الجمهور إلا إلغاء لهذه الفردانية، ثم إن تشكيل السيل البشري في المسيرة ليس فقط عبارة عن جمع للنقاط وجعلها تسيل في اتجاه معيّن، بل إن مهمة المذيع في مكبر الصوت المساعدة على تشكيل السيل النفسي والفكري للجمهور".نبذة الناشر:في هذه المدينة العربية، يتحوّل البشر إلى قطيع يترأسه زعيم وحزبه وقواه الأمنية وأزلامه. وحدها علاقة الحب بين الراوي و"لمى" الشفافة، الذكية، المتحررة، داخل شقة صغيرة، وحدها هذه العلاقة تقابل القمع والقتل وتدفع الراوي إلى الإبداع والحلم بالحرية. إقرأ المزيد