تاريخ النشر: 01/09/2004
الناشر: دار الآداب
نبذة نيل وفرات:"الحياة أبداً" نصّ مسرحي لسعد الله ونوس، جديد وقديم: جديد لأنه لم ينشر سابقاً، وقديم لأنه كتب في أيام شبابه. لم يكن فيه، ربّما، ما يُقْنع صاحبَه بنشره حين كتبه، وإن كان فيه، لاحقاً، ما يبرّر النشر ونسبه إلى أبوّة راضية. ذلك أن سعداً عاد إليه، في أيّامه الأخيرة، ...وتخلّص من تحفظ سابق، كأن يكتب في نهاية النص: "تم إضافة خلع السترة وتكرار ولادة الخير والشرّ يوم 1997/1/26. تأتي شرعية النشر من "إضافة" بدلت من منظور النص القديم ووضعت فيه منظور أمن مرحلة "اختبار الصواب" المتأخرة، التي جعلت سعداً ينقد "المسرح الأيديولوجي" ويرى إلى وقائع الحياة التي تفيض على الأيديولوجيات جميعاً.
الحياة أبداً نصّ ناقص التحديد زمنياً، ففيه ما يشير إلى زمن الإضافة الأخيرة، دون أن يكون فيه ما يعيّن تاريخ كتابته الأولى، كما لو كان النص قد عاش في هواجس كتابته طويلاً. فقد كان سعد الله ونوس، الذي يعشق قراءة المذكرات ويكتب يوميات متفرقة، لا يُعْرض عن "الدقة" إلا لسبب أملاه نصّ مقلق يتحدث عن الموت والحياة، وعن موقع الإنسان في صراع ضروري لا نهاية لها.
ومع أن جدل الخير والشر، الذي يتأسس النص الجديد القديم عليه، قائم في أعمال ونوس كلها، فإنه بنية الحياة أبداً تردّه إلى طور الكتابة الأول، حيث كان سعد الشاب يتأمل الإنسان في قضاياه الوجودية، التي تتضمن العدل والوجود العاقل والحلم بتناغم إنساني لا شروخ فيه.
وبالعودة لمضمون هذه المسرحية نجد أنها تنتمي في موضوعها الفكري، كما في بنيتها الفنية، إلى المرحلة الكتابية التي سبقت "مسرح التسييس" الذي طوى معادلاته الفكرية لاحقاً وأخلى مواقعه لمسرح جديد. فالموضوع هو الشر الخالص الذي يقابل الخير الخالص فوق جزيرة موحشة ضيّقة يتصادى في أرجائها الصوتُ الإبليسيّ والصوتُ المنير الذي ينازله منذ بدء الخليقة. صراعٌ قديم واجب التجدد، لأن بقاء أحدهما شرط لباء الآخر، ولأن موت أحدهما يجرّ نقيضه إلى الموت أيضاً. وما "الحياة أبداً" إلا الصراع الأبدي بين الخير والشر، وما "الموت أبداً" إلا انتصار أحد الطرفين على الآخر.نبذة الناشر:وَضَعَ المسرحيّ البارز سعد الله ونوس اللمسات الأخيرة على هذه المسرحية قبل رحيله بشهرين عام 1997. وقد آمن ونوس بالمسرح علامةً حقيقيةً على وجود مجتمع مدني، ورمزاً لولادة الحوار في المجتمع. كما أصرّ طوال حياته على أهمية النضال من أجل تعزيز الثقافة وتأكيد دورها في الحياة، إذ أن الثقافة هي التي تَطْرح دائماً الأسئلة الجذرية والجوهرية بالنسبة إلى مصير المجتمعات. إقرأ المزيد