تاريخ النشر: 07/08/2004
الناشر: دار الكتب العلمية
نبذة نيل وفرات:يعد هذا السفر العظيم الذي نقدمه للقراء من أعظم كتب تراجم الأقدمين ترتيباً وتنقيحاً، وتوثيقاً وأحكاماً، وإحاطة وشمولاً، فهو يبين عن سعة إطلاع المؤلف على كل ما سبقه من تواليف في موضوعه، ودرايةٍ تامة بأحوال المترجمين، وبكل ما قيل في حقها وقُدرةٍ بارعة على غربلة الأخبار وتمحيصها وتنقيدها، وبيان ...لأهلها.
ويتميز عن غير من الكتب التي ألفت في بابه أنَّه كتاب عام للتراجم في تراثنا، تناول جميع العصور التي سبقت عصر المؤلف، واشتملت تراجمه على الأعلام المختارة من جميع العالم الإسلامي من شرقه إلى غربه، ولم يقتصر على نوع معين من الأعلام بل تنوعت تراجمه، فشملت كُلَّ فئات الناس من الخلفاء والملوك، والأمراء والوزراء، والقضاة والقراء، والمحدثين والفقهاء والأدباء واللغويين، والنحاة والشعراء، والزهاد والفلاسفة والمتكلمين، إلا أنه آثر المحدثين على غيرهم، فإنَّه كان عظيم الإكبار لهم، شديد الكلف بهم.
وقد ترجم فيه للإعلام النبلاء من بداية الإسلام إلى سنة 700هـ تقريباً. وكسره على خمس وثلاثين طبقة، كل طبقة تستوعب عشرين سنة تقريباً وأفرد المجلدين الأول والثاني للسيرة النبوية الشريفة، سيد الخلفاء الراشدين، ولكنه لم يٌعِدْ صياغتهما، وإنما أحال على كتابه العظيم "تاريخ الإسلام" لتؤخذ منه، ولتُضّم إلى السير والمنهج العام الذي اتبعه الذهبي في الترجمة والذي هو قيامه بذكر فيه اسم المترجم ونسبه ولقبه وكنيته ونسبته ثم يذكر تاريخ مولده، وأحوال نشأته ودراسته، وأوجه نشاطه، والمجال الذي اختص به، وأبدع فيه، والشيوخ الذين التقى بهم، وروى عنهم، وأفاد منهم، والتلاميذ الذين أخذوا عنه، وانتفعوا بعلمه، وتخرَّجوا به، وأثاره العلمية، أو الأدبية، أو الاجتماعية، ثم يبين منزلته من خلال أقاويل العلماء فيه متعمداً في ذلك على أوثق المصادر ذات الصلة الوثيقة بالمترجم، ثم يذكر تاريخ وفاته، ويُدقق في ذلك تدقيقاً بارعاً، وربما رجَّح قولاً على آخر عند اختلاف المؤرخين.
وقد نثر غير ما حديث في تراجم مما وقع له من طريقهم بإسناد عالٍ موافقةً أو بدلاً أو مساواة. وهو على الأغلب يُراعي في طول الترجمة أو قصرها قيمة المترجم وشهرته بين أهل علمه، أو منزلته بين الذين هُم في بابه، سواء أكان موافقاً له في المعتقد أو مخالفاً. وربما تخلَّص من المادة الضخمة التي تحصلت له عن بعض المترجمين الأعلام بإحالة القارئ إلى مصادر أوسع تناولته بتفصيل أكثر.
وقد اتسم الذهبي بالجرأة النادرة التي جعلته ينتقد كبار العلماء والمؤرخين، ويُنبِّه على أوهامهم التي وقعت لهم فيما أُثِرَ عنهم بأسلوب علمي متزن ينبئ عن غزارة علم، ونبالة قصد، وقدرة فائقة في النقد، والأمثلة على ذلك كثيرة تجدها مبثوثة في تضاعف هذا الكتاب.
وبالنظر لما يتمتع به هذا الكتاب ارتأى "مصطفى عبد القادر عطا" القيام بتحقيقه متبعاً الأسلوب التالي: أولاً قام بمعارضة النسخة الخطية المحفوظة بمكتبة أحمد الثالث باستنبول على المطبوعة. ثانياً: قام بتخريج ومراجعة نص الكتاب على كتاب المؤلف "تاريخ الإسلام". ثالثا: قام بتخريج جميع تراجم الكتاب على المصادر المطبوعة حسبما تيسير له.
رابعاً علق على بعض المواضيع في الكتاب، وعرف بالإنسان والمواضع والبلدان، خامساً: استدرك النقص الذي وقع فيه بعض نساخ "سير أعلام النبلاء" ومحققوه فقام بنقل الجزء المتعلق بالسيرة النبوية وسيرة الخلفاء الأربعة في المجلد الأول والثاني من "تاريخ الإسلام" وصمها بتالي لكتاب السير متبعاً في صياغة السيرة النبوية ما كان الإمام الذهبي قد نص عليه في مقدمة كتابة السير.
سادساً: بالنسبة للجزء الأخير من السير وهو الجزء المفقود. قام بتحرير نصه، والرجوع إلى كتاب "تاريخ الإسلام" من سنة 700هـ، في تحرير وكشف غموض النص في الكثير من المواضع التي أشار إليها في الهامس، وقام كذلك بتخريج التراجم على المصادر وبخاصة "تاريخ الإسلام". سابعاً: بالنسبة للذيل المسمى "تعريف ذوي العلا" للفارسي، قام بالاعتماد على نشرة دار صادر، والتي تم الاعتماد فيها على المخطوط المحفوظ بمكتبة برلين الوطنية واليت تقع في 197 ورقة، فخرج التراجم، وأثبت تاريخ الوفاة في الهامش والاختلاف فيه.
ثامناً" كتب مقدمة بسيطة لكتاب السير وضح فيها ما أضافه في هذه الطبعة من تمام للجزء الأخير من السير والذي كان مفقوداً، ثم ما يتعلق بإتمام أوله بالسيرة النبوية الشريفة والخلفاء الأربعة وبعد ذلك ما ذيله العلامة الفارسي على كتاب السير، ثم أضاف ترجمة مبسطة للإمام الذهبي.نبذة الناشر:من أهم كتب السير حيث يشتمل على السيرة النبوية الشريفة وسيرة الخلفاء الأربعة وتضمن ذلك تسليط الضوء على شخصيات الصحابة حيث تبدو بصورة اكثر وضوحا، وتشتمل هذه الطبعة على الجزء الأخير المفقود والذيل المسمى "تعريف ذوي العلا بمن لم يذكره الذهبي من النبلاء" لذلك فقد احتوى الكتاب على تراجم وشخصيات كثيرة جداً إضافة لما ذكرنا. إقرأ المزيد