كتاب سورية - صور من الحياة السورية
(0)    
المرتبة: 100,983
تاريخ النشر: 01/06/2004
الناشر: خاص-عامر بدر حسون
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:"كتاب سورية، صور من الحياة السورية"، كتاب يستنطق التاريخ، يجعله حاضراً في أذهان البعض، ويحرك عند البعض الآخر مشاعر عند استحضار الماضي من خلال صور تلامس وجدانهم، وتحيي ما استقر هاجعاً في دواخلهم من أشياء جميلة حركتها تلك المشاهد الحياتية المصورة بإحساس بريشة فنان أو الملتقطة من خلال عدسة ...صحافي أو هاوٍ أو محترف أراد التأريخ لفترة من فترات تاريخ سوريا السياسي أو العام.
وكتاب سورية صور من الحياة السورية فوق هذا وذاك يمثل تعبير مؤلفه عند مدى حبه لسورية إذ هو يقول: "سورية ليست وطني.. ولكنها أيضاً ليست منفاي! لي فيها قرابة العشرين سنة ولم أستطع حل لغزها هذا لعله سرها.. ولعله سحرها، ولا فائدة.. لا فائدة على الإطلاق من إفساد وثيقة العيش فيها بحل مثل هذه الألغاز. متى حللت اللغز أبطلت سحره.. وأنا أحب أن أكون فيها مسحوراً أبداً! عادة يشتاق المرء لوطنه مهما بعد عنه، وأنا فيها أشتاق لبلادي لكنني كلما غادرتها، في سفر قصير أو طويل، صار حنيني كله إليها. لا للعراق وحده! هذا لغز آخر.. بل قل سحر آخر.. فيها أستطيع أن أحن إلى العراق دون أن أتذمر من المكان الذي أنا فيه، على عادة المنفيين عن بلادهم. لعلني أحبها لها السبب.. لعلها هي التي تذكرني، عامدة ببغداد، بل هي التي تطالبني بأن تبقى دجلة في البال وبغداد في القلب! لا أريد أن أسميها وطني الثاني. هي لن تقبل مني مثل هذه الكلمات التي تقال عادة لكثير من البلدان. للإنسان وطن واحد، وأب واحد لكنه قد يحصل على العديد من الأخوة والأخوات. سورية.. أو دمشق، هي عندي، أخت الروح.. فأقول لها: تقبلي مني بمحبتك هذا الجهد المتواضع. إنه كله منك. من مكتباتك وأرصفتك، من مؤسساتك ومن بيوتك. إنه من خزانتك العتيقة. وهو أولاً وأخيراً بضاعتك.. ردت إليك مع المحبة.. ليس ثمة من كلام عن المشاعر الدفينة، سأترك صور البلاد التي أحببتها، تحدث عن نفسها، وعن البلاد، لقد جمعتها بمحبة.. وتصرفت كأحد أبنائها".
وبالفعل تصرف عامر بدر حسون كأحد أبناء سورية، وذلك عند جمعه لتلك الصور والرسومات التي زخر بها هذا الكتاب، وكأن الناظر إلى تلك المجموعة يوقن بأنها منتقاة بإحساس من يحن إلى ذاك التاريخ العابق بروائح حضارة تحدث عن عراقتها مثلاً رسمٌ لسوق الورد في دمشق عام 1889 بريشة شارلز روبرتسون، ورسمٌ لخان أسعد باشا بدمشق أيضاً بريشة الفنان شارلز روبرتسون 1889 أيضاً، ورسمٌ آخر لجسر على العاصي لبارتلت، وذاك في بداية القرن التاسع عشر.
وتلك رسوم تبرز جزءاً كبيراً من الحياة الاجتماعية السورية بما في ذلك العادات والتقاليد، مثل ذاك الرسم بريشة زيبر لامرأتين من اللاذقية في زيهما الذي كانت النسوة هناك يرتدينه، وهناك رسم لامرأة دمشقي والخرجة (حلقة) في أنفها، وآخر لمغنية وعازفة من دمشق ولفتاة دمشقية تنتعل القبقاب الذي يصل ارتفاعه إلى 20سم وذلك في القرن التاسع عشر.
بالإضافة إلى ذلك هناك رسوم تعكس طبيعة الحياة السائدة في الأماكن العامة الدمشقية مثل رسم لشارع من شوارع دمشق ولبدوٍ من حوران بريشة رونجا أضف إلى ذلك تلك الصور التي تمّ التركيز فيها على إبراز الفن المعماري لعدة مساجد مثل الجامع الكبير في حماه الأربعينات وكذلك مسجد الجامع الكبير في حمص والجامع الكبير في حلب في الثلاثينات وأوائل القرن العشرين، ولرواق من أروقة الجامع الأموي بدمشق في العشرينات.
وتجذبك تلك الصور التي حكت عن الجامع الأموي وعن حادثة الحريق التي تعرض لها، وعن الأشخاص الذين ساهموا في إعادة بنائه بالإضافة إلى ذلك برزت صور حملت رسوم أشخاص كان لهم دور هام في الحياة السياسية السورية... وماذا أيضاً.. لن يكون بالوسع قول المزيد، لأن ما في هذه الصور زاخر بمعلومات شتى هي اجتماعية اقتصادية سياسية رياضية فنية تراثية دينية هندسية (طراز بناء (مساجد وأبنية)، هندسة شوارع وحارات)... وأكثر من ذلك، ففي هذه الصور من البلاغة الحسية والمعنوية ما يخولها تشكيل مؤلفات مختلفة المواضيع حول تاريخ سورية. إقرأ المزيد