عقيدة الإمامية في عدالة الصحابة والتقية
(0)    
المرتبة: 30,661
تاريخ النشر: 01/06/2004
الناشر: دار الأضواء للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:لقد احتدم النزاع منذ عصر مبكر حول الصحبة والصحابة أعني: الذين التفوا حول النبي صلى الله عليه وسلم، وخاضوا معه المعارك والمغازي، ورفعوا راية الإسلام خفاقة في أحلك الظروف، وأشد المواقف، وجاهدوا بين يديه بأنفسهم ونفيسهم حتى نشروا الإسلام في ربوع الأرض.
ولا شك في أن هذا يثير مشاعر كل ...مسلم واع يعتز بدينه وشريعته ورسوله وقرآنه، ويشده إلى حبهم وودهم حتى صار حب الصحابة من مظاهر حب النبي صلى الله عليه وسلم، وقد اشتهر بأن من أحب شيئاً أحب آثاره ولوازم، فمن أحب الرسول صلى الله عليه وسلك فقد أحب المتعلمين على يديه والمجاهدين دونه.
هذا مما لا سترة ولا خلاف فيه، إنما الكلام في أن مجرد صحبة النبي صلى الله عليه وسلم سواء أكانت قصيرة الأمد أم طويلته، هل تجعل الصحابي إنساناً مثالياً بعيداً عن المعاصي، صغيرها وكبيرها، جليلها وحقيرها طول عمره؟! أو أن صحبة الرسول صلى الله عليه وسلم تؤثر في سلوك الصحابي وأخلاقياته، وأن كل من صحبه يستضيء بنوره وبيانه حسب قابلياته واستعداداته؟!
ولأجل ذلك ظهر هنا اتجاهان: أحدهما عدالة الصحابة برمتهم استغراقاً في حبهم ونزولاً عند حكم العاطفة لصاحب الشريعة وأنصاره، وهو خيرة جمهور أهل السنة.
ثانيهما: أن صحبة الرسول صلى الله عليه وسلم تؤثر في سلوك الصحابي وأخلاقياته حسب قابلياته، فمنهم من بلغ قمة الكمال حتى أصبح يستدر به الغمام، ومنهم من لم يبلغ هذا الشأو ولكن استضاء بنور النبي صلى الله عليه وسلم وحسنت صحبته وسلمت سريرته، ومنهم من لم ينل إلا حظاً قليلاً وما هذا إلا لتفريطه وتقصيره.
والنظرية الثانية هي خيرة الشيعة الإمامية ولفيف من غيرهم. فالغاية من تأليف هذه الرسالة هو القضاء بين هذين الاتجاهين على ضوء القرآن الكريم والسنة الشريفة والتاريخ الصحيح والعقل الحصيف بأسلوب موضوعي بعيد عن التعصب والعاطفة. إقرأ المزيد