مفاتيح القرن الواحد والعشرين
(1)    
المرتبة: 134,352
تاريخ النشر: 01/04/2004
الناشر: دار النهار للنشر
نبذة نيل وفرات:في مطلع القرن الحادي والعشرين، أحدثت الثورة الصناعية الثالثة وأشكال العولمة الجديدة التي رافقتها تغييراً جذرياً في جميع المجتمعات مما دعى إلى مجابهة عدد كبير من التحديات غير المعهودة. وفي هذه المناخات يبدو أن العالم، ومغامرة الإنسان فيه، أكثر ثراء من حيث الإمكانيات المتوقعة وأكثر تعقيداً وترابطاً، وإن كانا ...بلا شك أكثر غموضاً وتقلباً من أي وقت مضى. وقد غدا التخلص من القوة النابذة الناتجة عن التسارع العظيم في وتيرة التطورات أمراً ضرورياً، خصوصاً أن "التقدم" الذي يُتَّخذ مرجعاً قد يظهر بكل سهولة بمظهر مروّع ويُخْرج الإنسان عن نطاق القيم الإنسانية. من هنا يصبح إدراك الفرد للعلاقات بين الأشياء، وقدرته على الربط بين الأفكار لإضفاء التماسك والتجانس عليها من الأمور الأساسية، يجب إذن استكشاف هذه الثروة الإنسانية وهذا التنوع وهذا التعقيد والترابط وهذا الغموض الملازم للمستقبل، وذلك بالعمل على منح الفرص لتواصل الاختصاصات والتقاليد والثقافات وحتى المجموعات البشرية.
هذا وإن هذا العمل القائم على التفكير الاستشرافي الذي يتجاوز حدود الاختصاصات والذي يعدّ ضرورياً في هذه الآونة هو من المهمات الملقاة على عاتق منظمة اليونيسكو منذ بداية وجودها. وبما أن اليونيسكو تعنى بالمسائل التربوية إلى جانب عنايتها بالعلوم والثقافة والتواصل، فإنها تضطلع أساساً بمهمة المنتدى الفكري الذي يلعب دوراً احترازياً. من هنا كان إمكانياتها على استشراف المستقبل هي التي تحدد شرعية تدخلاتها. وبناء على ذلك، ولتقدير أهمية تحديات القرن الحادي والعشرين ومداها واختلاف وجهات النظر حولها، وجب عليها الإصغاء إلى كلّ أصحاب العقول النيّرة من جميع الاختصاصات وجميع الثقافات كما وجب عليها أن توفر لهم فضاءً يمكنهم من إبداء الرأي بكلّ حرية حول المستقبل. من هنا كانت دعوتها لهذا المنتدى الذي نظمته اليونيسكو تحت عنوان "محادثات القرن الحادي والعشرين" والتي يتضمن حوارات حول قضبان هذا القرن، الحادي والعشرون، وذلك ضمن لقاءات أثمرت لقاءات، فالنور لا ينبثق إلى من التقاء الأفكار والكائنات في شكل تساؤلات أولاً وقبل كل شيء. ولتعميم فائدة هذه اللقاءات الفكرية تمّ إصدار هذا الكتاب الذي ضمّ بين طياته زبدة الحوارات التي دارت والمحاضرات التي ألقيت في هذه الندوة. إقرأ المزيد