تاريخ النشر: 01/12/2003
الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية
نبذة نيل وفرات:إن المتأمل في مناهج اللغة العربية في بلداننا اليوم، لا يستطيع أن يتغاضى عن ظاهرة خطيرة في هذه المناهج، وهي عدم إيلاء مواد العلوم اللسانية من صرف ونحو وعروض وبلاغة... الاهتمام الكافي. وبالعكس، فقد بسطت يدها سخية إلى فروع أخرى، رأت السياسة التعليمية أنها تفوق هذه العلوم أهمية ومكانة. ...وغاب عن ذهن الكثيرين أنها تتصل ببناء الجملة السليمة، ونسوا أن سلاة الكلمة والجملة في اللغة العربية أساس يجب أن يسبق كل ما يتصل بهما من بحوث في الجمال أو الخيال أو التاريخ أو التطوير، شأنهما في ذلك شأن أي بناء، لا ينظر في تجميله إلا بعد الاطمئنان إلى إقامته مدعوم الأسس سليم التركيب.
ولا شك بأن الأستاذ الشيخ أحمد الحملاوي الذي كان ضليعاً في علوم العربية، يعد بصدق أحد أركان النهضة اللغوية في مصلا، ويعد كتابه هذا "شذا العرف" ثمرة من ثمرات العصر الذي عاش فيه، إذ هو من أمهات الكتب التي تتناول في مادتها علم الصرف، وهو من أنفع الكتب لطلاب الدراسات الصرفية في المدارس والمعاهد والجامعات.
وقد استفاد الأستاذ الحملاوي من جميع كتب الصرف، ومن العلماء الذين ألفوا في هذا المجال واستخلص منهم مادة كتابه هذا، بعد أن تصرف فيها تبويباً وتنسيقاً، مضيفاً إليها ذوقه وخبرته بأساليب التعليم، فجاء الكتاب شاملاً ، جمع بين دفتيه كل ما يحتاجه الطالب والمدرس والباحث والعالم في مجال الصرف. فقد استفاد من آراء: سيبويه، والكسائي، والفراء، والأخفش، والمبرد، والحريري، والزمخشري، وابن الحاجب، وابن مالك، ورضي الدين الأستراباذي، وابن كثير وابن هشام، والأشموني، وحسين المرصفي.
وبالإضافة إلى ذلك، ففي الكتاب خمسة وسبعون نصاً من القرآن الكريم، ونحو ثمانية وثمانين بيتاً من العشر القديم، عدا الأحاديث النبوية الشريفة وأمثلة الشرح، لهذا جاء "شذا العرف جامعاً في موضوعه، مانعاً في أسلوبه، ممثلاً ما وصلت إليه الثقافة اللغوية في مدارس البصرة والكوفة وبغداد والفسطاط والأندلس. وللأهمية التي تمتاز بها "شذا العرف" رأى "عرفان مطرجي" أن يعيد تحقيقه ويخرجه بحلة جديدة وإخراج جديد ليبقى محافظاً على موقعه في المكتبة النحوية وليظل مرجعاً يحاول تطويع الصرف العربي للسان المتكلمين بالعربية، واستقامة هذا اللسان على صحة النطق وسلامة الأداء وفق أصول الصرف والنحو وقوانينهما. إقرأ المزيد