تاريخ النشر: 01/01/2004
الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية
نبذة نيل وفرات:كان لكتاب إحياء علوم الدين الذي كتبه الإمام أبو حامد الغزالي، في أواخر القرن الخامس الهجري، أثر كبير في الذب عن دين الله خصوصاً أن مؤلفه حشد فيه من الحض على حسن الأخلاق والآداب ما استوعبت ذاكرته الواسعة. كما بين فيه طائفة كبيرة من الأخلاق والآداب والعادات التي حادت ...عن نهج الإسلام فشرحها وحث على النهي عنها. فكان كتابه كتاب أخلاق وتربية إلى جانب أبحاث فقهية كثيرة تنفع الناس.
إلا أن الكتاب سبب ضجة كبيرة بين منتصر له وناقد، وينحصر النقد في أمرين أساسيين أولهما وأهمهما في الأحاديث الموضوعة التي أوردها الإمام الغزالي فيه والثاني في التطويل والتذمر من كبر حجمه مما دفع الإمام نفسه إلى اختصاره في مجلد واحد جمع جميع أبوابه وأشار إليها وقد قامت دار الفكر بنشر الكتاب عام 1406هـ-1986م.
وكان في طليعة من انتقد الكتاب الإمام عبد الرحمن بن الجوزي (510-597هـ) وكان نقده بناءً فقد عمد إلى الكتاب فحذف منه الأحاديث الموضوعة وأثبت مكانها الأحاديث الصحيحة كما حذف القصص والحكايات التي لا فائدة منها فجاء كتابه منهاج القاصدين مختصراً منقحاً للإحياء. ثم جاء بعده في القرن السابع الهجري الإمام أحمد بن عبد الرحمن بن قدامة المقدسي (651-689هـ). فعمد إلى كتاب منهاج القاصدين فخلصه من المسائل الفقهية لأن موضعها كتب الفقه والكتاب اشتهر ككتاب أخلاق وتربية وأصبح أقل من عشر حجمه الأصلي ويسر قراءته للناس فكان مختصراً للمختصر.
وبالنظر للأهمية التي يحتلها هذا الكتاب اعتنى "عبد الله الليثي الأنصاري" بتحقيقه وبضبط المتن على نسخ قديمة مطبوعة وقام بعزو الآيات وذكرها في مواضعها كما قام بتخريج الأحاديث ومراجعتها على أمهات الكتب كما أنشأ فهرساً لأطراف الأحاديث الواردة في الكتاب وفهرساً مطولاً لجميع أبواب وفصول الكتاب كما اعتنى عناية خاصة بتصحيح تجارب المطبعة ليصدر الكتاب بما يليق به الضبط وحسن الإخراج. إقرأ المزيد