محاضرات في العقيدة الإسلامية
تاريخ النشر: 01/03/2004
الناشر: دار المحجة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:إن البحث في المعتقدات الإسلامية ليس بحثاً فكرياً محضاً مقطوع الصلة بالحياة العملية؛ وإنما يستهدف معرفة مبدأ الإنسانية ومصيرها، ومعرفة خالقها والغاية التي خلقها من أجلها وكيفية الاتصال بذلك الخالق للتعرف على ما يحقق لها تلك الغاية، ليتم لها رسم الطريقة الفضلة لتحقيق الحياة الكريمة في الدينا، ونيل السعادة ...فيما بعدها. فهو بهذا البحث ينتهي إلى استقطاب طاقات المعتقد لتوجيهها نحو العمل الذي يتفق والنظام الحياة العملية، الذي خطته يد سيد العقلاء لإسعاد البشرية في الدارين.
وحول هذا الموضوع "العقيدة الإسلامية" يدور البحث في هذا المؤلَّف. والذي يهم بحثه من بين القضايا الاعتقادية التي تشكل مجموعة المعارف التصديقية لدى النوع الإنساني، هو بحث المسائل التي يصطلح عليها، (العقائد الإسلامية)، والتي يصطلح على العلم الذي يتكفل بحثها (علم الكلام) وهو علم تقرير أصول الدين بالفلسفة العقلية، التي قاعدتها علم المنطق وعلوم الأوائل، وأهم مسائله خمسة: 1-إثبات وجود الله تعالى، وصفاته الثبوتية والسلبية، 2-عدالة الله، وهي وإن كانت من صفاته الثبوتية، غير أن الاختلاف فيها بين المسلمين، وسعة بحثها، دعيا إلى إفرادها. 3-نبوة الأنبياء عليهم السلام، وبالأخص نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، 4-الإمامة، ويبحث فيها عن تعيين الخلفاء بعد النبي صلى الله عليه وسلم، 5-المعاد يوم القيامة. وتسمى هذه المسائل (أصول الدين) وتتفرع عليها مسائل أخرى كمسألة الجبر والاختيار في أفعال الإنسان، ومسألة الشفاعة، ومسألة الوحي، وغيرها من المسائل التي يتعرض لها علم الكلام.
أما منهجية البحث فإنه وما دام الاعتقاد وهو العلم التصديقي الجازم، فمن العبث أن ينتهج الباحث في مسائله غير المنهج الاستدلالي. وحين تتعدد الاعتقادات في مسألة يتعين على باحثها عرض كل اعتقاد فيه، أو عرض أهمها على الأقل، ثم عرض كل حجة يوردها أصحاب ذلك الاعتقاد، ومن ثم مقارعة الحجة بالحجة؛ لذا فإن هذا البحث يرتشف منهجه من هذا الواقع المنطقي، يعرض المؤلف المسألة ويذكر كل، أو أهم، الأقوال المختلفة فيها، مع بيان ما يدعم كل رأي منها، ومن ثم يحاكم تلك الأقوال بمناقشة مثبتاتها، لينجلي الموقف في النهاية عن انتصار الرأي الذي تأبى أدلته عن الاندحار، أمام كل مناقشة وحوار.
وبعد الأخذ بالرأي الصائب، ينتقل المؤلف إلى ما يتفرع عليه من آراء، ليقوم بنفس الطريقة التي سلكها أول الأمر، معرضاً عن الآراء المتفرعة، على الآراء التي خسرت الجولة السابقة.
وهكذا يبدأ المؤلف من المسائل العامة حتى ينتهي إليه، وهدفه كشف الحقيقة بالبرهان. وعلى هذا المنهج بدأ المؤلف الحديث بعد المدخل، لبحث نظرية المعرفة، مستعرضاً أشهر المذاهب فيها، وبعد اختيار المذهب العقلي منها، أوضح المؤلف بهديهيتين عقليتين هما احتياج الممكن إلى علّة، واستحالة التناقض، ليستعرض من ثم الإجابات الأربع على سؤال كيف وجد الكون؟ وبعد محاكمة كل إجابة على ما تقدمه من أدلّة وما اختاره المؤلف من المذاهب في نظرية المعرفة تعيّن الأخذ بالإجابة القائلة بوجود الله الخالق للكون. بعد ذلك استعرض المؤلف عدّة شبه تحوم حول هذه الإجابة، ليبيّن ما فيها من مغالطات وأوهام. وبذلك انتهى المؤلف إلى بلورة فكرة الاعتقاد بوجود الله. وبهذا القدر أنهى المؤلف الجزء الأول من أجزاء الكتاب الخمسة. أما الجزء الثاني فموضوعه الصفات الإلهية من حيث كيفية نسبتها إليه تعالى حينما نطلقها عليه في مقام التمجيد والمناجاة والدعاء. وفي هذا الجزء عرض مفصل لآراء أهم المذاهب الإسلامية في الصفات الإلهية، وتقويمها وفق الأسس العقائدية المبتنية على ما تطابق عليه الكتاب المجيد والسنة والعقل السليم. إقرأ المزيد