تاريخ النشر: 01/01/1981
الناشر: دار النهضة العربية للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:على الرغم من أن هناك مدلولاً عاماً تكون عن المجتمع الريفي في بعض المجتمعات، إلا أنه هناك حاجة ملحة إلى أن يصل المشتغلون بدراسة أو خدمة هذه المجتمعات إلى توضيح هذا المدلول العام بشكل يسمح لهم بالتحديد الواضح الذي يعينهم على الدراسة أو على الخدمة. وقد لجأت الولايات المتحدة ...الأميركية إلى تعريف المجتمع الريفي تعريفاً إحصائياً حتى يسهل للقائمين على شؤون التعداد العام أن يحددوا في جداولهم المعلومات الخاصة بالمناطق الريفية. فوفقاً لتعريف المجتمع الريفي في الولايات المتحدة الأميركية يعتبر التجمع السكاني ريفياً إذا قلّ عدد سكانه عن ألفين وخمسمائة نسمة، أما إذا زاد حجم التجمع السكاني عن ذلك فهو مجتمع غير ريفي حتى ولو كان سكانه يعملون أساساً بمهنة الزراعة. وهناك أساس آخر اتبعته بعض بلدان العالم الغربي يقوم على أساس التقسيم الاقتصادي للمهنة. والتعريف السائد في هذه البلاد هو اعتبار المجتمعات التي يعتمد غالبية سكانها على الصناعات الأولية في حياتهم مجتمعات ريفية. على أن هناك كثير من البلدان الأفريقية والآسيوية التي تعتبر المجتمعات الريفية هي المجتمعات التي يعمل غالبية سكانها في مهنة الزراعة وحدها مستبعدين من ذلك مجتمعات الأسماك ومجتمعات المعادن. وقد كان المجتمع العربي المصري يأخذ بهذا التعريف المحدود بين المشتغلين بالمسائل الاجتماعية حتى وقت قريب الشيء الذي أدى إلى أن دفاتر الإحصاء لم تكن قادرة على أن تخصص بيانات في جداولها الإحصائية عن المجتمعات الريفية بالذات. على أنه تم الاتفاق على أساس إداري للتعريف الريفي في الإحصائيات المصرية. وحسب هذا التعريف اعتبرت المجتمعات الريفية هي التجمعات السكانية التي ليست عاصمة لمحافظة أو مقراً لمركز من المراكز الإدارية بعد استبعاد المحافظات الصحراوية. ونظرة سريعة على هذه التعريفات نجد أنها جميعاً في الواقع إنما تشير إلى نوع من المجتمعات صغيرة الحجم، أقل عدداً في السكان بالنسبة للتجمعات الحضرية في داخل المجتمع الذي يستخدم فيه التعريف. هذا ونظراً لما تمثله المجتمعات الريفية من أهمية في حياة الدول، بالإضافة إلى تطور منظورات علم الاجتماع، اهتم علماء الاجتماع بدراسة هذه الفئة الريفية في المجتمعات السكانية، وأولوها بالكثير من التدقيق والتصنيف والأبحاث.
ومن هذا المنطلق يأتي كتاب "علم الاجتماع الريفي" الذي قدم الباحث من خلاله دراسة مستفيضة عن المجتمعات الريفية بشكل عام وعن المجتمع الريفي المصري بصورة خاصة بما في ذلك محاصيله وعلاقاته وعمله وتعليمه وصحته وتغذيته وسكنه وغير ذلك من عناصر ثقافته. واستكمالاً لبعض الجوانب، قدم الباحث ملحقين أحدهما تناول عرضاً تحليلياً لتاريخ الخدمات الريفية وارتباطها بالأوضاع السياسية والاقتصادية في المجتمع، بينما تناول الملحق الثاني مناقشة لاستراتيجية التنمية الريفية تتفق مع المتغيرات التي أثرت على أوضاع المجتمعات الريفية تحاول الاستفادة قدر الإمكان من إتاحة التقدم العلمي والتكنولوجي من إمكانيات. إقرأ المزيد