مدينة الله للقديس أوغسطينس (ج1)
(0)    
المرتبة: 3,396
تاريخ النشر: 01/01/2014
الناشر: دار المشرق
نبذة نيل وفرات:مسيحيون ووثنيون يعيشون أوقاتاً عصيبة جداً خلال اجتياح آلاريك وجيشه لروما عام 410: ضحايا كثيرة لا تعد ولا تحصى تقع بلا رحمة ولا شفقة، خراب وتدمير، بلا هوان الوثنيون الرومان يعزون هذه الكارثة الشاملة الى المسيحيين، ويعتبرون أزمنة الويل والدمار "أزمنة مسيحية"، أي تلك التي غيّبت فيها عن روما ...دور آلهتها، وأصبح الدور الأول فيها للمسيحيين بعد أن حرّم الامبراطور تيودوسيوس سنة 391 عبادة آلهة الرومان وأغلق هياكلهم، ولو أنها بقيت، بنظرهم، تحت رعاية آلهتها التقليديين لما وقعت الكارثة. وانبرى القديس أوغسطينس، دحضاً لتلك المزاعم، يكتب مستنداً الى التاريخ الروماني، الى ما كتبه مزجيل وسلّستس وتنيت ليف، وأنه لا يقلّ أصالة عن أخصامه، وأن الحقيقة هي غير ما يدّعون، وأن للمسيحية الفضل الأكبر في الحفاظ على السكان من رجال ونساء، مسيحيين ووثنيين، دخلوا الكنائس، واحتموا في مؤسساتها، بعد أن عجز آلهة الرومان عن حمايتهم من الكارثة، وإذا كان التاريخ يشهد للرومان بخلاصهم من عدة أزمات، فالفضل لا يعود الى آلهتهم، بل الى ما تحلوا به من قيم وخصال حميدة، ومن خلال هذا الموقف، توصل القديس أغوسطينوس الى أن يقول لأخصامه أن الخير والشر يمكن أن يكون على السواء من نصيب الصالحين والأشرار، ولكن المهم لا يكمن في تلقي الخير والشر، بل في كيفية استعمال هذا أو ذاك، وفي ذلك الحوار الذي أقامه مع الرومان لا ينسى أن يقول الى أن أعداءه اليوم قد يصيرون في الغد مواطين له، كما أن من يشاركونه اليوم في الأسرار المقدسة قد لا يكونون مشاركين له مستقبلاً في المجد، لأن المدينتين متداخلتان ومتشابكتان، وستظلان هكذا حتى الدينونة الأخيرة التي فيها يتميز السكان. وفي هذا الكتاب ترجمة لعمل القديس أوغسطينوس هذا والذي جاء تحت عنوان "مدينة الله"، وهدف المترجم إغناء المكتبة العربية الرومية، وتعريف قراء العربية من مثقفين وفلاسفة على أعمال هذا الفيلسوف الكبير، والمفكر العميق والقديس القديم الجديد، الذي يبقى بفكره وفلسفته معاصراً لكل الأجيال. إقرأ المزيد