تاريخ النشر: 01/08/2003
الناشر: دار الساقي للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:"لِعَيْنَيْكَ دمعُ الأس يُسكب، وما القلب في دمِهِ يكتب/لعينيك هذا الغمام الحزينُ، حمى دامعاً ساجماً ينحب/رحلت جميلاً كنجم الصباح، يوشيك في زهره المغرب/وتبكيك طيرٌ مهيض الجناح، على غصن صفصافة تَنْدُبُ/كأن سنينك عقد نجوم، تَوَهّج في صدره كوكب/فواتن زهرٍ مدى عمرها، ترش الطيوب ولا تتعب/أحقاً يد الموت نالت بهاك، أم ...الصوت يا والدي يكذب؟ وكيف نصدق أنك غبت، وأنت لأحشائنا أقرب؟!/كيف نصدق أن تقسو، وأنت العطوف وأنت الأب؟/وما كنت تقسو ولكن رحلت، مع الطير دفئاً سنىً تطلب/زرعت لنا مرج حبٍّ وطهر، سيخصر فينا ويعشوشب/وفي قلبنا من نديِّ هواك، معين الحبة لا ينضب/ذهبت لرؤية ربٍّ كريم، فما بال رؤياك لا تذهب؟ّ/تحاصرني يا أبي الذكريات، وما من سبيل ولا مهرب/فوردك يغمرني ويضوع، ويستاقني عطره الأطيب/ويتبعني وجهك المستريح، ويسكنني صوتك المتعب/فأرجع للأمس طفلاً غريراً، أغني حواليك أو ألعب/وأغفو على حبك الأبويِّ، وأصحو... وكل الوجود أَبُ".
"حنين التراب" مواكب حزن ترثي موت الإنسان الأب، الأم، لا فرق، ففي دواخل الشاعر من الأحاسيس المرهفة ما يشمل من حوله، فكيف بأبيه وأمه. فعند رحيلهما تجري أنهار المشاعر عنده إلى حدود الفيضان، وعند غياب وجهيهما يضحي للمراثي عنده مرتبة أسمى، ويصبح للشعر وألحانه أصداء تتغلغل في حنايا النفس، تثير شجناً، تثير حزناً يمتلكانك إلى حدود جريان دميعات من مآقيك. ففي صور الشاعر ما يسحبك إلى عالمه إلى دنياه، وفي معانيه ما يبقيك معه مستشعراً معاناته، وفي مواكب عباراته ما يجعلك تجنح إلى عالم راقٍ ترقى النفس إليه في صوفية رائعة نقية تأتلف وسيالات أنغام شعرية تاقت الروح إليها. ففي "حنين التراب" إبداع في المعاني،و إبداع في المباني، وإبداع في موسيقية الشعر، وفوق هذا كله إبداعات إنسان شاعر، وشفافية شاعر إنسان. إقرأ المزيد