بغداد تتألم ؛ يوميات أسرة عراقية من الصمود إلى السقوط
(0)    
المرتبة: 71,853
تاريخ النشر: 01/08/2003
الناشر: دار القلم
توفر الكتاب: يتوفر في غضون 48 ساعة
حمّل iKitab (أجهزة لوحية وهواتف ذكية)


نبذة نيل وفرات:نسب إلى العراق سعيه لامتلاك أسلحة الدمار الشامل وخطره على جيرانه، ثم قيل أنه قد يكون على صلة ببعض المنظمات الإرهابية، وقيل تارة أخرى أنه خطر على الأمة الأميركية... ويعلم بوش، كما تعرف المؤسسات الأميركية الفاعلة بدءاً من الـ C.I.A، ومروراً بالبنتاغون ومؤسسات الأبحاث وانتهاءً بأي مطّلع أو متابع ...أن العراق خرج من حرب طاحنة مع الأكراد لم تنته إلا حين وقّع صدام حسين، يوم كان نائباً للرئيس سنة 1975 صك تنازل لشاه إيران عن أجزاء من تراب العراق ومياهه (نصف شط العرب) نظير وقف إسناد الشاه، الشرطي الأميركي في المنطقة يومذاك، لأكراد العراق بالمال والسلاح والملاذ.. ولم تمض خمس سنوات حتى نشبت الحرب مع إيران، واستمرت ثماني سنوات تحقق خلالها (للأيادي الخفية) تصفية ترسانة السلاح الأميركي المتطور الهائلة في إيران، والتي ما كان يجب أن تبقى في أيدي الحاكمين المتدينين الجدد بعد زوال حكم (الوكيل أو النائب المعتمد) وتصفية ترسانة السلاح السوفيتي في العراق، والذي استغرق تجميعه عقدين من الزمان..، وتصفية أموال النفط الإيرانية والعراقية والخليجية.. وتصفية أكثر من مليوني شاب مقاتل مشحون بالإيمان والعزيمة والاندفاع في غير الوجهة التي كان يجب أن توجه العزائم والاندفاع صوبها.. انتهت حرب الخليج.. ولولا الإسناد الخفي في أواخرها لما انتهت.. وكانت أميركا تبدو في الظاهر بحالة ميل إلى العراق.. ولكنها افتضحت في غير عملية توريد أسلحة لإيران..!
ما يهم الآن هو أن مصدر السلاح العراقي في تلك الحقبة، من حيث الكم والنوع كان الغرب.. وخلالها أيضاً كان العراق قد حاول بمساعدة فرنسية أن يقتحم الميدان النووي.. ولكن بقدرة قادر أمكن للطائرات الإسرائيلية أن تعلم ليس موقع المفاعلين الذين كان قيد الإنشاء وحسب؛ ولكن أن تعلم أيضاً وقت انصراف الخبراء الفرنسيين، وموقع وموضع كل شيء في المفاعلين بحيث لم تطلق صاروخاً واحداً في غير الهدف المحدد بدقة العارف الواثق للمكان وكأنه كان من العاملين..! وتزود العراق بعد ذلك (من جهات أميركية) بكميات محدودة من أصول الأسلحة الكيماوية وبأجهزة وأسرار تصنيعها.. وأتم تصنيعها بإشراف خفي من المجهزين كما أضفى عليها بعض التطوير، ربما بعض اللمسات الخاصة.. واستخدمها في الشمال.. وعلم الأميركان وصمتوا..!
وحين وقع غزو الكويت، كانت قد مرت سنتان وحسب على وقف الحرب مع إيران، وكانت "حرب التحرير" لتحطيمٍ ناجزٍ لجيش اقتيد من حرب إلى حرب.. فهل يتصور غير الجهلاء.. إمكانية بناء ترسانة من أسلحة مهما كان نوعها.. ومن أي مصدر؟! إن أميركا والغرب كله، في الواقع، يعرف، بل ربما يعرفون كل ما لا يعرفه أهل البيت (العراقيون)، أن العراق خُلوٌّ من تلك الأسلحة، لا صنعها ولا اشتراها... وثمة فوق ذلك أدلة دامغة لا طعن فيها ولا غبار عليها تثبت الكذبة الكبيرة التي نسجت وروّجت إعلامياً حول هذا الموضوع. أما المزاعم المتعلقة بخطر أصبح يمثله العراق على جيرانه، وفي وقت لاحق على الأمة الأميركية، فلم يكن غير كذبة أخرى ضمن المسلسل الذي ساعد على نجاح عرضه دولياً ممارسات النظام العراقي ذاته في الداخل والخارج.. فأي خطر يتأتى من بلد بلغ درجة من الضعف والوهن، عسكرياً واجتماعياً واقتصادياً، ما بلغه إثر حروب تتالت دون أن يلتقط الشعب أنفاسه. وعلى الرغم من كل ذلك نفذت أميركا حربها التدميرية على العراق وكان ذلك فجر الخميس 20 آذار الذي مضى تاريخاً وبقي ماثلاً، وسيبقى منقوشاً بأحرف سوداء يقطر منها الدم في ذاكرة العراقيين.
وهكذا يمضي القاضي نبيل عبد الرحمن حياوي في حديثه في كتابه هذا عن بغداد الألم وذلك من خلال مذكرات له كان قد سطرها إبان الغزو الأميركي للعراق، يوماً بيوم مشفوعة بالتحليل من جهة، وبتحقيقات كان قد أجراها حول الأحداث التي مرت خلال الفترة العصيبة من 15 آذار/مارس، إلى 30 نيسان/أبريل. فكانت المقدمة استهلال عام ملخصة ثلاث موضوعات أولها: مدخل عام يقود القارئ إلى تحليل وتجذير الحدث وربطه بسياقه التاريخي. وثانيهما: عرض موجز لمبدأ سائد في أميركا منذ أكثر من نصف قرن، وهو ذا صلة وثيقة وعميقة بغزو العراق هو مبدأ "كارتر" وثالثهما: يستعرض أحداث تهديد ومن ثم غزو واحتلال العراق من ضوء أحكام ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي. إقرأ المزيد