تاريخ النشر: 01/08/2003
الناشر: الشرق العربي ناشرون
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:رفعت "آنا كرنينا" رأسها وهي لا تزال تبتسم وتحولت الكونتس إلى ابنها قائلة: "إن "آنا كرنينا" أم، ولها طفل في الثامنة، لم يسبق لها أن غادرته وحيداً في بطرسبورغ.. ولهذا تراها منزعجة أشد الانزعاج. وقالت "آنا كرنينا" وهي ترمق ابن الكونتس: لقد كنت أنا والكونتس نتجاذب الحديث طيلة الوقت ...الذي أمضيناه معاً أثناء السفر.. كنا نتكلم.. أنا عن ابني وهي عن ابنها.. والتفتت "آنا" لتقول للكونتس: دعيني أشكرك أيتها الكونتس فأنت مرافقة كريمة، ولا يسعني غير الإعراب عن أسفي لانتهاء الرحلة بمثل هذه السرعة.. فإلى اللقاء.. وردت الكونتس على "آنا": ترافقك السلامة يا عزيزتى.. دعيني أقبل محياك الحسن.. إنني هرمة لا أعرف المواربة.. بل أدخل البيوت من أبوابها.. ولا أغالي إن جهرت برأيى في سحرك وجاذبيتك.. فلسحرك سلطان عظيم.. ولقد ذهلت عن نفسي طيلة اجتماعي إليك. وكان شغفي بك كثيراً.. وإعجابى بمحاسنك ومناقبك أكثر وأشد.."؟
بمثل هذا الحوار الرشيق والمقتضب برغم جزالة ألفاظه وسلاسة تعابيره في آن معاً.. بصوغ تولستوي شخصياته الروائية.. فإذا قرأت ما بين السطور.. ألفيت نفسك حيال روائي متمكن من أدواته.. يشخص لك أبطال رواياته في صورة نماذج بشرية تنبض بالحياة والحركة..ولعل تولستوي من أبرز الكتاب الذين يقدمون للأمثل هذا التصور العميق عن شخصياته من خلال الحوار الروائي. ويستطيع قارئه أن يتملّى وجوه تلك الشخصيات.. بل ويكاد يتلمّس ملامحها.. كأنها ماثلة أمامه.. ولا عجب فهو من أهم الروائيين الذين تركوا بصماتهم راسخة وواضحة على مسيرة الأدب العالمي.. إن كل ما كتبه يقرأ.. و"آنا كرنينا" في طليعة قصص هذا المبدع التي تستحق أن تطالعها أيها القارئ. إقرأ المزيد