تاريخ النشر: 01/07/2003
الناشر: تالة للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:الاغتصاب المقصود هنا هو اغتصاب لكيفية قبل أن يكون اغتصاب لشيء. وهو نتيجة منطقية لازمة التطبيق في المجتمع العربي التي تتحول عادة إلى اغتصاب لكيفيات الفعل والممارسات وأحياناً تتحول إلى اغتصاب لتنفيذ التطبيق نفسه في الواقع. وقد اعتاد المجتمع العربي هذه الأزمة حتى أصبحت سمة تميز واقعنا العربي كما ...أصبحت إحدى المعضلات الكبرى التي تعاني منها.
يتناول سالم القمودي هذه الأزمة وهو لا يدعي أنه يقدم نظرية في التطبيق أو نظرية في التفكير العملي التطبيقي أو نظرية في الفعل والممارسة ولكنه يكتفي باللمحة الخاطفة والومضة القصيرة، دون الخوض في دقائق هذه الأزمة وتفاصيلها, وحسبه هنا إثارة الانتباه إلى هذه الأزمة التي تحولت بفعل عوامل وأسباب عديدة تاريخية سياسية ثقافية اجتماعية إلى اغتصاب لكيفيات وطرق وأساليب تطبيق أفكارنا وسياساتنا.
وبالرجوع لمضمون الكتاب نجد أنه يحوي خمسة فصول: يعرض الفصل الأول لدراسة الأزمة وأثرها على واقعنا السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي وهى أزمة يرى الكاتب أنها لم تظهر فجأة ولكنها قديمة وتمتد جذورها في التاريخ وقد نشأت وانتشرت لأسباب عديدة. وللخروج من الأزمة لا بد من أن اعتماد منهج للممارسة يواكب منهج الفكر المحض ولا بد من الاهتمام بالفكر العملي التطبيقي ليأخذ دوره إلى جانب الفكر النظري المحض ويرى المؤلف في الفصل الثاني أن أثر الأزمة لا يقتصر على مجال دون آخر من المجالات العملية التطبيقية بل أنها قد ترسم في سياق عملي واقعي يتبع بعضه بعضاً.
وفي الفصل الثالث يجد القارئ تأكيداً على أن الاختلاف في طرق استخدام العقل هو مصدر التفاوت بين المجتمعات والشعوب والحضارات في قدر التطور والتقدم. ويرى المؤلف أن هناك عوامل نفسية وثقافية وعرقية ودينية عديدة تتحكم في هذه الطرق: ويطرح في الفصل الرابع ضرورة التفكير في كيفية أو سياق عملي موضوعي للتطبيق كي لا يترك الأمر للتجربة والخطأ. لأن التطبيق بدون منهج دليل على الفوضى والعشوائية في الممارسة. وينتقل المؤلف في الفصل الخامس إلى الحديث عن القدرة التطبيقية المنهجية فيؤكد أنها تقوم على القدرة المعرفية والقدرة المنهجية والإدارة الحرة الواعية المدركة لأهميته المنهج ولأهمية التفكير العملي التطبيق.نبذة الناشر:إذا ما كان الاغتصاب هو أخذ الشيء ظلماً وقهراً، فإن هذا الأخذ يتحقق بطيعة الحال بكيفية معينة، تحقق القسر والقهر في الأخذ، أو هو قبل ذلك اغتصاب لكيفية معينة يتحقق بها الفعل في الواقع.. اغتصاب لكيفية تفرض فرضاً لتحقيق مصالح ومنافع ذاتية أنانية أو لخدمة مواقف سياسية أو إعلامية أو اجتماعية أو غيرها، أي أنها تفرض لأسباب ومقاصد غير موضوعية غير منهجية.
ومن هنا يأتي اغتصاب التطبيق أو اغتصاب كيفية الفعل والممارسة التي يتحقق بموجبها التطبيق.. بحيث يحدث الاغتصاب عند فرض كيفية محددة لتطبيق فكرة ما أو قضية من القضايا أو النظريات السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية دون سواها بالقوة والغلبة والإكراه أو بالشرعية الثورية أو السياسية أو القانونية أو الإدارية دونما مرعاة لمدى موضوعية أو منهجية الكيفية أو قدرتها على تحقيق غاية الفكرة في الواقع في الوقت الذي يمكن فيه تنفيذ الفكرة أو القضية وفقاً لأوجه أخرى من التطبيق أو وفقاً لكيفية أخرى أكثر ملاءمة لتحقيق غاية الفكرة أو القضية. إقرأ المزيد