أمريكا والسعودية: تكامل الحاضر.. تنافر المستقبل
(0)    
المرتبة: 27,649
تاريخ النشر: 01/01/1991
الناشر: المكتبة الثقافية
نبذة نيل وفرات:اضطلعت المملكة العربية السعودية، في السنوات الأخيرة، بدور متزايد الأهمية في الشؤون الإقليمية والعالمية، وذلك بفضل موقعها الجغرافي وسيطرتها على مخزون هائل من البترول وفوائدها من البترو ودولارات وأيضاً نتيجة للافتقار إلى الاستقرار في الأماكن الأخرى من منطقة الخليج. والاحتياطات النفطية الكبيرة للسعودية وقدراتها على الإنتاج النفطي تعطي هذه ...المملكة تأثيراً كبيراً أكبر من أن يتناسب مع قاعدتها السكانية الصغيرة أو قدرتها العسكرية.
وقد أقامت الولايات المتحدة والسعودية علاقة خاصة، يرجع أصلها إلى الدور الكبير الذي أقامت لعبته الشركات الأمريكية في تنمية الموارد البترولية السعودية في الثلاثينات، وقد تعززت العلاقة بعد ذلك عن طريق التعاون على مستوى الحكومتين والمساعدة الحكومية. واصبح واضحاً من المسؤولين في ملا البعدين يعتبرون أن الحفاظ على هذه العلاقة وتعزيزها يمكن أن يوفر أساسً كل القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية، وقضايا الطاقة، التي تواجه الولايات المتحدة والسعودية.
ومن المنظور الأمريكي، فإن القرارات التي تتخذها الحكومة السعودية يمكن أن تؤثر على ميزان المدفوعات الأمريكي، ومستقبل الدولار، ومعادلة الطاقة الأمريكية العالية، والمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج الفارسي، وهدف الحل الشامل للصراع العربي الإسرائيلي وقد كانت الأدوات الرئيسية لسياسة تطوير العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية هي النفط، والأسلحة، والدعم السياسي. وهذه الأدوات -كما يتخيلها المراقبون في كلتا الدولتين-تم النظر إليها على أنها مترابطة معاً. فالمساعي لتقوية العلاقات في أحد المجالات يتم تصورها على أنها وسيلة لضمان صلة وثيقة في المجالات الأخرى.
ومن بين التطورات الأخيرة في المنطقة الثورة الإيرانية،واتفاقات كامب دايفيد ومعاهدة السلام المصرية-الإسرائيلية، واندلاع العدوات بين الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والتحركات السوفيتية في القرن الأفريقي وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وأفغانستان (في إيران ولبنان) والسياسات العراقية في ظل نظام صدام حسين والنزاع العراقي-الإيراني، واحتجاز الرهائن في إيران ولبنان، والهجوم على الحرم المكي بالسعودية، ونشاطات منظمة التحرير الفلسطينية، وزيادات الأوبك لأسعار النفط وتلويحها بإمكانية خفض الإنتاج، وفي ضوء هذه التطورات ثار السؤال التالي: ما هي أهمية السعودية للولايات المتحدة، وما هي فرص المصالح الأمريكية هناك، وما هي الأخطار التي تهدد هذه المصالح.
والهدف الأساسي لهذه التقرير الذي بين يدينا والمعد من قبل شعبة الشؤون الخارجية والدفاع الوطني بإدارة بحوث الكونجرس بمكتبة الكونجرس، وهو تقديم تقييم لأهمية السعودية للمصالح الأمريكية، ولعوامل التغير التي قد تؤثر على هذه المصالح، وللخيارات المتاحة أمام الولايات المتحدة لتطوير مصالحها في إطار هذه "العلاقات الخاصة". وينقسم الجزء الأكبر من هذه التقرير إلى ثلاثة أقسام: الأول يتضمن وصفاً للتصورات السعودية للتهديدات التي تواجه المملكة العربية السعودية. والثاني يتضمن تقييماً للاستقرار الداخلي في المملكة، والثالث يتضمن تقييماً للمصالح المشتركة بين الولايات المتحدة والسعودية، ويسعى القسم الختامي للتقرير إلى تحديد القضايا المهمة في العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية التي قد تتطلب مزيداً من فحص الكونجرس.نبذة الناشر:هذا الكتاب.. رؤية أمريكية للعلاقات بين واشنطن والرياض.
ورغم مرور عشر سنوات على ظهور هذه الرؤية في الولايات المتحدة، حدثت خلالها تغيرات دولية وإقليمية جوهرية، فإنه من الأهمية بمكان إعادة تأملها الآن في عالمنا العربي، بعد أن جاءت "أرمادا" أمريكية-أطلسية إلى الأرض السعودية وأخذت تصب جحيماً من النيران على العراق وشعبه العربي.
هل هناك علاقة بين هذه الرؤية الأمريكية المعروضة على الكونجرس منذ عشر سنوات وما يحدث الآن؟
النظرة السطحية المتسرعة لن تجد علاقة مباشرة. أما النظرة المتفحصة فستجد علاقة أكيدة.. حتى إن كانت غير مباشرة
علاقة أكيدة.. مرت عبر براميل وأنابيب النفط وصفقات السلاح والدهاليز الدبلوماسية والتركيبات الأمنية. وها هي تعمد بالدم بعد أن عمدها النفط.
وبالدم والنفط معاً.. تدخل منطقتنا بأسرها إلى مرحلة جديدة سيصبح كل شيء فيها موضع التساؤل ليس فقط بالنسبة لمصير العلاقات الأمريكية-السعودية وإنما إيضاً بالنسبة لخريطة المنطقة بأسرها ومستقبل نظمها ومؤسساتها وتحالفاتها.
وإزاء هذه المعضلة المستقبلية.. تصبح إعادة قراءة الماضي مطلوبة.. وضرورية. إقرأ المزيد