تاريخ النشر: 01/01/1995
الناشر: حركة حقوق الناس
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:يسعى مركز اللاعنف وحقوق الإنسان (جمعية العمل الاجتماعي الثقافي)، منذ عدة سنوات إلى نشر مبادئ النهج اللاعنفي وحقوق الإنسان (أفراداً وجماعات)، في لبنان وبالتواصل مع المجتمعات العربية والانفتاح على تيارات مماثلة في مناطق مختلفة في العالم. وذلك عبر لقاءات توعية وإعداد وحلقات دراسية وأبحاث ومنشورات، وأيضاً عبر التضامن مع ...المجموعات المقهورة في تحركاتها الهادفة إلى الدفاع عن حقوقها وحرياتها. وكان للجمهور الذي الالتقاء به تساؤلات وملاحظات عديدة. تساؤلات يمكن اعتبارها شرعية ومن الضروري التوقف عندها والبحث عن أجوبة لها.
فمنهم من تساءل عن جدوى اللاعنف، طالما أن العنف متأصل في الطبيعة البشرية أو أقله في الطبيعة اللبنانية والعربية، بحسب قولهم.
ومنهم من اعتبر أن اللاعنف هو بدعة غربية هدفها تطبيع السلم الاستسلامي. أو أن اللاعنف مفهوم ملازم للدين المسيحي وهو بالتالي لا يتجانس أبداً مع الدين الإسلامي المنتشر في المنطقة العربية. كما اعتبر البعض أن اللاعنف لن يستطيع شق سبيل له في بلدان العالم الثالث، ومنها البلدان العربية، بينما من الممكن له أن يكون فعالاً في البلدان "الديمقراطية" فقط، حيث احترام الإنسان والقوانين العامة.
إلا أن العديد منهم اعترفوا بأنه بات لزاماً على اللبنانيين بعد اليوم، إتباع النهج اللاعنفي في فض نزاعاتهم الداخلية، نظراً للخراب العظيم الذي ولده العنف في الحجر والبشر في آن. أما حين يتعلق الأمر بمواجهة التعديات الخارجية، كالاحتلال والهيمنة وسواهما، فكثيرون منهم ما زالوا لا يرون سبيلاً إلا بالعنف. ذلك أن اللاعنف، بحسب رأيهم، لا يمكن له أن يكون فعالاً في مثل هذه المسائل الوطنية الكبيرة. "فالرطل يحتاج إلى رطل وأوقية".
...وإلى ما هنالك من ملاحظات وتساؤلات مماثلة.
إلا أن الملفت للانتباه هو أن معظم الذين تم الالتقاء بهم لم يعتبروا العنف هدفاً بذاته، بل وسيلة لتحقيق القيم والمبادئ التي يعملون من أجلها. وربما كانت الوسيلة الوحيدة التي تسربت إلى وعيهم وتقاليدهم وثقافتهم.
غير أن هناك سؤالاً مشتركاً: "هل حقاً هناك وسائل أخرى للدفاع عن حقوقنا ولإحقاق العدالة في مجتمعنا؟ وفي حال وجدنا بأن اللاعنف هو تلك الوسيلة الممكنة والفعالة، فنحن بالطبع سنفضله على العنف. ولكن من أين لنا به، ونحن لم نتعرف على أصوله ولم ننشأ على ألفة مع مبادئه"؟
وكنا حينذاك نرد ببساطة بأننا، في لبنان وفي المنطقة العربية، لم نكرس جهوداً جدية ومثابرة للبحث عن وسائل جديدة ننتهجها في مقاومتنا للظلم وفي بناء مجتمعاتنا العادلة. فكيف لنا بالجزم، بأن العنف هو الوسيلة الوحيدة الأسرع والأفعل، طالما أننا لم نقم بعد بعملية البحث الجدية تلك؟
وللرد على هذه التساؤلات الشرعية، باشر مركز اللاعنف وحقوق الإنسان (جمعية العمل الاجتماعي الثقافي) العمل على إصدار سلسلة من الترجمات العالمية والمؤلفات المحلية.
"معنى اللاعنف" هو واحد هذه الترجمات.
في هذا الكتيب، رأى جان-ماري مولر المفكر الفرنسي، أن يعرف ببعض المفاهيم والمصطلحات الأساسية حول اللاعنف، من مثل: النزاع والعدوانية والنضال والقوة والعنف وعدم التعاون والعصيان.. ذلك كي" لا يبقى كل نقاش حول هذه الموضوع وكأنه حوار طرشان".
إنه كتاب بسيط وعميق في آن، يرد بإيجاز على بعض تلك التساؤلات الأساسية، ويختصر الطريق إلى فهم أولي للفكر والنهج اللاعنفيين. إقرأ المزيد