تاريخ النشر: 01/01/2001
الناشر: دار الفكر العربي للطباعة والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:في مدينة المنصورة المطلة على فرع دمياط بشمال الدلتا رأت عينا شاعرنا النور عام 1902، في أسرة متوسطة، كانت على حظٍّ من الثقافة والعلم، في صغره أرسله والده إلى الكتاب الذي أخذ فيه مبادئ القراءة والكتابة، وحفظ من القرآن، ثم انتقل بعدها للمدرسة الإبتدائية، لنراه يحاول إختصار طريق العلم، ...فلا يدخل التعليم الثانوي كعادة الطلاب، بل يلتحق بمدرسة الفنون التطبيقية ليتخرج منها سنة 1924، ويعين بهندسة المباني في بلدته المنصورة.
ولعل النزعة الفنية في داخله هي التي دفعته لإختصار طريق علمه، فعاش من أول أمره لشعره الذي كان ينظمه في أثناء تعلمه، وإختار لنفسه حياة سهلة لينة بعيدة عن الجهد ومشقة الثقافة والتحصيل؛ مكث في وظيفته طويلاً ينتقل في محيط بلدته والمدن المجاورة لها وخاصة دمياط، وبلدة السنانية التي تقابلها، وهي بستان كبير يمتد إلى مصيف رأس البر، وتقابلها على الضفة اليمنى للنيل بحيرة المنزلة، وكل هذه المواضع مصورة بوضوح في ديوانه الأول "الملاح التائه".
ونشر بعد هذا الديوان "ليالي الملاح التائه" بنفس الروح وبنفس الشخصية وهو يستهله بأغنية الجندول... وهي من خير الأمثلة التي تدل على مهارته في إستخدام الألفاظ الشعرية... وفي سنة 1914 أخرج كتابه "أرواح شاردة" وأكثره مقالات عن الأدب الإنجليزي والفرنسي، وقد تحدث فيه عن فيرلين وبودلير الشاعرين الفرنسيين... ونراه في سنة 1942 يحاول محاولة جديدة في قصيدته الطويلة "أرواح وأشباح" وهي حوار شعري فلسفي بين شخصيات استمدها من الأساطير الإغريقية وقصص التوراة...
وأخرج بعد ذلك في سنة 1943 ديوانه "زهر وخمر" وهو يصور نزعته الأبيقورية التي غمس فيها حياته، وهي ليست نزعة حادّة ولا جامحة وإنما هي نزعة مرحة يقبل فيها على كؤوس اللذة والمتعة دون تمادٍ في تصوير الغرائز الجسدية، ونراه يفتتحه بقصيدته "ليالي كليوبتره"... وله قصيدة بديعة في "طارق بن زياد" (فاتح الأندلس) سمّاها "من قارة إلى قارة" وقد صوّر فيها طموح هذا الفاتح العربي؛ ونراه ينشر أغنية "الرياح الأربع" وهي أغنية فرعونية اكتشفها دريتون عام 1942 وترجمها إلى الفرنسية... ويعود إلى مجاله الغنائي فينشر في سنة 1945 ديوانه "الشوق العائد" وفيه يتحدث عن بعض ذكرياته لرحلاته إلى أوروبا قبل الحرب العالمية الثانية... كما يخص برلين التي تزل بها في سنة 1939 بقصيدة أخرى يسميها "بين الحب والحرب".
وآخر دواوينه "شرق وغرب" الذي نشره في سنة 1947 وهو كما يبدو من عنوانه موزع على الغرب والشرق، أمّا قسمه الغربي فنراه يصدر عن نزعته الأبيقورية متحدثاً عن ذكرياته في أثناء رحلاته بأوروبا؛ أما القسم الشرقي فقد خصّه بأحداث الشرق السياسية والقضايا الوطنية والعربية والإسلامية، وكان قبل هذا الديوان يلمّ أحياناً بعيد الهجرة أو بالعرب كما في قصيدة طارق، ولكنه لم يوسع هاتين النغمتين الإسلامية والعربية، فقد كان مشغولاً بنفسه وبحبه وما يرى في الطبيعة المصرية والغربية من فتنة وجمال... وله في فلسطين وفوزي القاوقجي وعبد الكريم بطل المغرب وأندونيسيا شعر كثير.
ولأهمية هذا الديوان اعتنى بشرحه وتحقيقه الأستاذ "محمد نبيل طريفي" لكي يقدم القارئ أجمل الدواوين الذي خطتها يد الشاعر "علي محمود طه". إقرأ المزيد