التربية الوقائية من المخدرات
(0)    
المرتبة: 73,947
تاريخ النشر: 01/01/2002
الناشر: دار البشائر للطباعة والنشر
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:يبحث هذا الكتاب في قضية تعد من أهم قضايا هذا العصر وأخطرها، وهي قضية المخدرات التي أصبحت في الآونة الأخيرة تثير القلق والانزعاج في مناطق العالم كافة -من البقاع الجبلية النائية حيث تزرع محاصيل النباتات المخدرة، إلى المراكز الحضرية في العالم الصناعي، تقنية لا ترحم الأطفال ولما يتركوا أرحام ...أمهاتهم، فهم يفتحون أعينهم على العالم مع الآلام المبرحة التي يسببها لهم انقطاع مدد "الهيروين" الذي تتعاطاه أمهاتهم.
ولذا فإن الكتاب الذي بين أيدينا سيسعى جاهداً من خلال المطالعة المتأنية الدؤوبة، وإيضاح أهمية الوقاية من خلال ما سيبينه من أن موضوع المخدرات لا يمكن فهمه إلا في سياقه الاجتماعي الثقافي، إذ كثيراً ما يتمثل جزء من هذا السياق اليوم في إحساس الناس بسرعة التغيير البيئي، وبانهيار القواعد، والمواقف، وأساليب الحياة القديمة، وتلك تغيرات تنعكس على الفور في ظهور نماذج أخرى لتعاطي المخدرات، وسيسعى الكتاب من خلال تحليله لمشكلة المخدرات أن يوضح تعقد هذه الظاهرة وأن يشير إلى محاولة استخفائها عن الأنظار، مبيناً أن مجموعة المتغيرات في البيئة المعاصرة لا شك أن من بينها أسباباً رئيسية للإدمان، وموضحاً أن أحد تلك الأسباب الرئيسية للإدمان إنما يكمن في الصعوبات الاجتماعية والاقتصادية إذ يحسب المتعاطي أن المخدر يلطف من كآبة الحياة، وأن الصعوبة العقلانية التي يواجهها المراهق في بيئة أسرية مضطربة، وممزقة، ومزعزعة، إنما تجعل منه شخصاً معرضاً لخطر داهم.
والمؤلف من خلال استطراده في التحليل سوف يدرك أن غزو المخدر لصفوف الشباب إنما هو مظهر لأزمة المجتمع المعاصر، فهو شكل متفاقم للصراعات التي لا مفر منها بين الأجيال في عالم دائب التغير.
فمع قيام التصنيع والتمدن والرحيل عن الريف، شاع عدم الثبات الاجتماعي، ومن ثم تحطم الخلية الأسرية، حيث صارت للصغير فرصة اختيارات أخرى غير تقليد والديه مما يفضي أحياناً إلى آفاق، وفقدان معالم الطريق السليم وانعدام الطمأنينة.
والكتاب من خلال اهتمامه بالوقاية من المخدرات قد سعى أيضاً لتوضيح ما عمله الإيقاع السريع للتطور التكنولوجي في توسيع زيادة الفجوة بين الآباء والأبناء حتى إنه لم يعد الآباء والأمهات مصدراً يرجع إليه، ولا مصدراً للمعرفة، ولا نموذجاً يتبع، ولا مصدراً للقيم، فأدت تلك التغيرات وتلك الازدراءات إلى الإحساس بالامتعاض والقلق والغم، وتفاقمت الأزمة من خلال المؤسسات الاجتماعية التقليدية وهي الأسرة، والمدرسة، والدين، ومن خلال عوامل النظام الاقتصادي، وعوامل النظام الثقافي، فأدت كما يقول الكاتب "ساين أينوي" في مقال له نشرته اليونسكو عن الشاب الياباني خاصة والشباب عامة، إلى عدم الشعور بالمسؤولية عند شباب اليوم، والبحث عن اللهو العابر، وضعف الالتزام بالمثل العليا،و الإلحاد، واللامبالاة، والابتعاد عن العقيدة.
ويوضح الكتاب من خلال النزعات العديدة المميزة التي سيعرضها في فصوله أن الشيء الرئيسي الذي يسعى إليه الشباب ولا يستطيع الحصول عليه هو "الحرية" فقد أوضحت الدراسات التي اعتمد عليها الكتاب أن الشباب يريدون الحرية التي يستطيعون ممارستها بأنفسهم. إقرأ المزيد