تاريخ النشر: 01/01/1989
الناشر: دار أسامة
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:ليس أحق بتدوين الأحداث الكبيرة في التاريخ وعرضها، من صانعي هذه الأحداث أنفسهم. لأنهم يحتفظون في اليوميات التي يدونونها، وفي الذكريات التي يحفظونها، وفي التواريخ التي يسجلونها، بالعرض الكامل والدقيق لهذه الأحداث. وإن غلب على تدوينهم هذا، الطابع الشخصي أكثر من غلبة الطابع العام عليه. وإن جاء سردهم للأحداث، ...وبطريقتهم الخاصة، حاملاً لوجهات نظرهم وحدهم دون غيرهم، مع الإلمام العارض أحياناً بوجهات نظر الآخرين، أو الإشارة إليها، إشارات ظاهرة أو خفية.
ولكن للمذكرات، رغم هذا الطابع الخاص، قيمتها وأهميتها التاريخية، ولاسيما إذا تناولت أحداثاً، كان صاحب المذكرات هو صانعها الأول، أو مسهماً على الأقل في صناعتها، لا مجرد ناظر أو مراقب لها.
وشارل ديغول هو مُدوّن هذه المذكرات وهو صانع الأحداث فيها ونحن هنا لسنا في معرض البحث التاريخي، ولا في موضع التعليق على صحة ما في مذكرات "الجنرال ديغول" فهذا ليس من شأننا، وإنما هو من شأن من يود تأريخ أحداث الحرب العالمية الأخيرة ودور فرنسا فيها، والوقائع التي أدت إلى انهيارها وهزيمتها أمام الألمان ثم استسلامها، وما تبع ذلك من تطورات أدت إلى ظهور حركة فرنسا الحرة، التي تولى ديغول قيادتها حتى انتهاء الحرب. وما أسهمت به هذه الحركة في كسب الحلفاء للحرب. ولكننا نودّ أن نقول، إن هذا المؤرخ لا يستطيع أن يتجاهل مذكرات "الجنرال ديغول" هذه، ولا ما أورده فيها من وقائع تتعلق بهذه الأحداث التي اشترك في صناعتها، أو تلك التي كان هو الصانع الوحيد لها، وأعني بها تلك المتعلقة بحركة الفرنسيين الأحرار.
لكن الشيء الواضح في هذه المذكرات التي بين أيدينا تعريبها، بل الشيء الغالب عليها، هو إضفاء دور على حركة الفرنسيين الأحرار، في الحرب الكونية الأخيرة، يفوق الحقيقة والواقع.
وهناك ناحية أخرى، تضفي على مذكرات "الجنرال ديغول" أهمية كبيرة، بالإضافة إلى كشفها عن بعض أسرار الحرب الخفية، ولاسيما بالنسبة إلى العلاقات بين دول الحلفاء، وأعني بها، حديثه الصريح أحياناً، والمبطّن أحياناً أخرى عن العلاقات العامة بين حركة الفرنسيين الأحرار، وبين حليفتها بريطانيا، أو بينها وبين أمريكا، أو عن العلاقات الخاصة بينه وبين ونستون تشرشل رئيس وراء بريطانيا في تلك الأيام، وبينه وبين الرئيس الأمريكي روزفلت. ولا ريب في أن ملاحظاته الكثيرة المنتشرة هنا وهنالك، في هذه المذكرات، عن مطامع بريطانيا، ومناوراتها في المستعمرات الفرنسية السابقة، تلقي ضوءاً واضحاً على التناقضات بين الدول الاستعمارية، رغم اشتراكهم في الحرب كحلفاء، لاسيما وأن ديغول يعكس في هذه الملاحظات التي تسيطر على القسم الأكبر من هذه المذكرات ما كان يحس به الاستعماريون الفرنسيون أنفسهم من مناورات الاستعمار البريطاني من مرارات مصدرها التنافس الاستعماري ليس إلا.
وهنا لا بدّ من الإشارة بوضوح، إلى ناحية هامة تبرز من جميع نواحي هذه المذكرات بروزاً واضحاً وجلياً. فالجنرال ديغول، بالرغم من إشاراته أحياناً إلى وجوب قيام تكوين جديد لإمبراطورية فرنسا الاستعمارية، في نهاية الحرب العالمية الثانية، لا يخفي نواياه الاستعمارية، في عودة هذه الإمبراطورية وسلامتها، وتماسكها، ووحدة أراضيها، كما لا يخفي إصراره على الدفاع عنها تجاه أية مطامع بريطانية أو أمريكية.نبذة الناشر:هذه المذكرات..
لا شك أن الجنرال ديغول من أشهر الشخصيات العالمية... التي لعبت دوراً بارزاً ومتميزاً خلال الحرب العالمية الثانية وما بعدها.. فقد كان من أبرز محركي أحداث العالم.. وصانعي القرارات الحاسمة في التاريخ.
ولمذكراته هذه قيمتها التاريخية الجليلة الشأن لأن الجنرال ديغول أماط اللثام فيها وبصراحة مطلقة، عن أخطر الأسرار الحربية والسياسية.. وأدق الأسرار العالمية.. التي لولاه لذهبت في ذمة التاريخ.. إقرأ المزيد