تاريخ النشر: 01/01/2000
الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية
نبذة نيل وفرات:اعتنى العرب المسلمون، عندما بدأت حركة التأليف، بجمع قصص البخلاء ونوادرهم وأخبارهم، ويجد القارئ في ثنايا كتب الأدب كثيراً من ذلك. وكتب في البخل من القدماء، الأصمعي، والمدائني، وأبو عبيدة، إلا إن كتاب البخلاء للجاحظ، بعد من أهم الكتب في هذا المجال وذلك لتطرق الجاحظ فيه لنفسيات البخلاء، وميولهم ...وأهوائهم وفلسفتهم في قصص ممتعة، وأخبار طريفة، يطرب لها الأديب، ويعجب منها غير الأديب، فهو يصف البخيل بوصف بارع، وخيال بارع، وتصوير دقيق، وغايته المتعة الأدبية والتسلية النفسية.
ولقد صرح بذلك في بيان منهج كتابه، في مقدمة الكتاب بقوله، "وقلت: اذكر لي نوادر البخلاء، واحتجاج الأشماء، ما يجوز من ذلك في باب الهزل، وما يجوز منه في باب الجد لأجعل الهزل مسترحاً، والراحة جهاماًًًً". وقوله في كتابه: "ونبتدي برسالة سهل بن هارون، ثم بطرف أهل خرسان، لإكثار الناس في أهل خرسان، ولك في هذا الكتاب ثلاثة من أشياء، تُبَيْنُ حجة طريفة، أو تعرف حيلة لطيفة، أو استفادة نادرة عجيبة، وأنت في ضحك منه إذا شئت، وفي لهو إذا مالت الجد".
فالنزعة الأدبية، هي المسيطرة على كتاب الجاحظ، لأنه كان أديباً موهوباً، كما أن الاسترواح، وجمام النفس، هما أكبر دافع على تأليف الكتاب، بالإضافة إلى دراسة البخل والبخلاء كمذهب له أتباع.
ولهؤلاء الأتباع فلسفة خاصة في نهج البخل والدفاع عنه. ونظراً لما يتمتع به هذا الكتاب من عمق في الأدب وتخصص في الموضوع، وإشباع للفكرة التي يتعرض لها في شتى جوانبها الأدبية كالنثرية والشعرية، واللغوية والتاريخية، فقد اعتنى "أبو عبد الله سيد بن عباس الجليمي" بتحقيق منه والتعليق عليه بشرح لطيف هدفه توضيح ما أبهم من ألفاظه وضبط ما قد يشكل على القارئ، كما واعتنى بتقسيم الكتاب إلى فقرات ونصوص، وبتخريج الآيات القرآنية والأحاديث النبوية تخريجاً علمياً مع ذكر درجة كل حديث، هذا ولم يغفل تدوين ترجمة لأعلام الكتاب، وفهارس علمية تسهل على القارئ الرجوع إلى مواضيع منه وفقراته. إقرأ المزيد