تاريخ النشر: 01/01/1995
الناشر: دار عمار للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:حي بن يقظان اسم ذو دلالة، لو أمعنا النظر فيه، لوجدنا الصلة وطيدة بين الإسم ومضمون الكتابة المعنون به، إذ الحياة واليقظة التي وردت بصيغة المبالغة - تشعان من حروف الإسم الذي ارتآه صاحب القصة ابن طفيل الذي ولد خلال القرن الثاني عشر الميلادي، ولمع اسمه في عالم الفلسفة والأدب ...والطب، واقترن باسم صاحب سبتة وطنجة أبي يعقوب الذي كان مثال الحاكم العالم العامل.
بدأ ابن طفيل حياته في علم الطب، ولمع في الفلسفة التي منها قصته هذه "حي بن يقظان" التي ترجم فيها وجهة نظره في بداية حياته بالنسبة لأصل الخلق، وإن كان طرحه لفكرته رجاء متأرجحاً بين ما ألفه الناس وما ارتآه حسبما أملى عليه فكره، أو الفكرة التي كانت شائعة في عالم الفلسفة والفلاسفة، ألا وهي قضية التوالد الطبيعي الجغرافي كما ينبت النبات من الأرض، وهكذا الإنسان - على رأي أهل الفلسفة التي لم ترتكز إلى معتقدٍ مأخوذ عن النبوات.
يحكي ابن طفيل قصة حيِّ هذا، من حيثُ خروجُه من الأرض وتَرعرعُه في حضن ظبيةٍ فقدتْ ولدها، أو وصوله إلى الجزيرة في صندوق ألقى به اليم إلى الشاطئ، وقد ألفته أمه فيه دفعاً لشرِّ أخيها الذي منعها من الزواج، لعدم وجود الكفء لها، ثم قُدِّرَ أنْ تزوجت من شاب، وأنجبا الغلام وأودعاه البحر في صندوق خوفاً عليه من الملك الأخ الظالم.
تدور القصة حول نشأة الغلام الأولى في رعاية ظبية ثم تدرجه في حياة الوعي من أولى درجاته إلى قمة النضج الفكري، بوحي من الدافع الذاتي، وإن كان هذا يلتقي مع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "كل مولود يولد على الفطرة" فالفطرة النقية تصل بصاحبها إلى الإهتداء إلى الذات الإلهية وإلى أن الموجود يفترق إلى مُحْدَث وإلى فاعلٍ موجدٍ لذلك المحدَث.
هذا وتضمنت القصة منزعاً صوفياً بارزاً، طغى في كثير من المواضع على ما سواه من موروثٍ عقدي وفكري. إقرأ المزيد