تاريخ النشر: 01/01/2008
الناشر: دار عمار للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:وبالنظر لما يتمتع به هذا الكتاب من أهمية ولما تضمنه من آراء وتحليلات دقيقة للعديد من الظواهر الصوتية، ولما تمتع به مؤلفه من ثقافة واسعة، وفهم عميق لحقيقة الصوت فقد اعتنى الدكتور "سالم الحمد" بدراسته وتحقيقه حيث اهتم أولاً بتقديم دراسة للمصنف تحدّث فيها عن سيرته ومن ثم توقف ...عند حياته وثقافته ومصادرها. وفي مرحلة لاحقة خاض بدراسة كتابه "جهد المقل" معرفاً بموضوعه ومصادره التي اعتمد عليها المرعشي في كتابه والكشف عن المنهج الذي سار عليه، ومقوماته وسماته التي اتسم بها كأخذه بالطريقة الوصفية في عرضه الأفكار والظواهر مع الأمانة والبصر.
لكتاب "جهد المقل" أهمية كبيرة في حقل الدراسات الصوتية، فهو كتاب خاص بعلم التجويد، كما أشار إلى ذلك مؤلفه في مقدمة الكتاب، وتأليف الكتاب كان في فترة يكاد هذا العلم أن يُنسى كما يقول مؤلفه: "لكن أفاضل في أمثال ديارنا لم يمدوا أيديهم إلى كتبه، ولم يدارسوه فأسقطوه من سلك المذكرة ونسوه، استنكفوا منه أم استصعبوه؟ فعملت فيه رسالة محتوية على عامة مسائله"، فمادة الكتاب والوقت الذي أُلف فيه كان لهما أهمية كبيرة.
أُلف "جهد المقل" في القرن الثاني عشر الهجري، فهو متأخر ولا شك، والشائع أن هذه الفترة وصفت بالتراجع الثقافي وانحسار المعرفة، فظهور عالم فيها له مثل "جهد المقل" ردٌّ على ما هو شائع، فالمؤلف قد وقف على أغلب مؤلفات علم التجويد، واتجاهات التأليف والأفكار والمصطلحات الشائعة فيه، ولذلك نجده ينبه على قضية خطيرة قد دخلت مؤلفات التجويد هي قضية المسامحة، وإن كتابه خال منها كما يقول في مقدمة الكتاب: "فعملت في التجويد رسالة محتوية على عامة مسائله بعبارة سهلة خالية من مسامحات المصنفين". والمسامحة التي يعنيها المرعشي قد بينها بقوله: "أقول: وهي من السهولة ضد العسرة، فكأن معنى المساهمة اختيار العبارة الموجزة وإن خفي معناها اعتماداً على فهم المخاطب"، فالمؤلف معني بأن يخلص كتابه "جهد المقل" من هذا العيب، وفي "جهد المقل" أكثر من موضع يصرح المرعشي أن هذه مسامحة.
ومن الأمور التي نبّه عليها المرعشي، وهي التفاتة ذكية منه: علاقة المشافهة بالمدون في الكتب، فالمعروف أن المشافهة في موضوع مثل التجويد هي المعول عليها، وما جاء في الكتب يأتي بالمرتبة الثانية، فالمرعشي قد عكس الأمر، وعدّ ما جاء في الكتب هو المعول عليه. ولكي لا يقع خلط بين علم التجويد وعلم القراءات فقد نبّه إلى أن كلاً منهما يعنى بقضية معينة.
وكما حدد المرعشي المقصود من المصطلحين السابقين، أعني علم القراءات وعلم التجويد، والعلاقة القائمة بينهما، حدد العلاقة بين علم التجويد وعلم الصرف، وبيّن أن علم التجويد جزء من علم الصرف، لأنه جزء من بعض كتبه. واستمر المرعشي في تعزيز اتجاه الوضوح الذي التزمه في كتابه، فصرح بأن "جهد المقل" يعول على قراءة معينة دون غيرها وهي قراءة عاصم بن أبي النجود (ت 128هـ)، وهي القراءة التي نقرأ بها اليوم في العراق وفي معظم بلدان العالم الإسلامي.
ولفت كتاب "جهد المقل" النظر إلى مصادر لم تعتمد كثيراً من قبل الباحثين رغم غزارة المادة التي فيها، فجعل من مصادره طائفة من الشروح، وكان من بينها شرحان من شروح الجزرية هما: "الحواشي المفهمة" لأحمد بن محمد بن محمد الجزري، و"المنح الفكرية" لعلي بن سلطان القاري وكان من بينها أيضاً شرحان للشاطبية هما: "إبراز المعاني" لأبي شامة، و"كنز المعاني" للجعبري. ومما يزيد من قيمة الكتاب وأهميته أنه لم يكن شرحاً لمن ولا حاشية لشرح، علماً أن الوقت الذي أُلف فيه الكتاب كان أهله مولعين بالشروح والحواشي، وأحياناً يكتبون حواشي لحواش، فتضيع الفائدة.
ولإعطاء فكرة أوضح عن موضوعات الكتاب، وجدنا أنه لمن المناسب أن نذكر موضوعات الكتاب التي تضمنها، فالكتاب مبني على "مقدمة ومقصد وخاتمة". أما المقدمة ففيها خمسة فصول وتتمة، وأما الخاتمة فهي في التنبيهات والتحذيرات. أما الملاحق فشملت أكثر من موضوع، فبعد فراغه من الخاتمة قال: "ولنذكر من الحروف وما ينبغي التنبيه عليه". وذكر بعد ذلك فصلاً في مؤهلات معلم الأداء، وفصلاً آخر في كيف يبدأ المعلم بالتعليم؟ ثم دراسة تطبيقية لما جاء في "جهد المقل" من أحكام وآراء في التجويد طبقها على سورة الفاتحة من خلال أربعة أبحاث، ثم فصلاً في بيان معنى التلاوة والقراءة ثم وصايا عن التجويد، وأخيراً رسالة الياءات. إقرأ المزيد