تاريخ النشر: 01/01/1991
الناشر: دار الفرقان للنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:إن الإسلام نظام من صنع الله تعالى، فلا يجوز الخلط بينه وبين نظم من صنع البشر، تحمل طابعهم من النقص والكمال، والخطأ والصواب، والهدى والضلال، بينما النظام الإسلامي نظام كامل لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، كما أنه منهج متكامل، ووحدة متجانسة، وإدخال أي عنصر غريب ...فيه يؤدي إلى سوء فهمه وإنحراف أهله.
ويقوم النظام الإسلامي العام على مبدأين أساسيين: مستمدين من تصوره الكلي للألوهية، والكون والحياة والإنسان: المبدأ الأول: هو وحدة الإنسانية في الجنس، والطبيعة، والنشأة: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾ [النساء: 1].
المبدأ الثاني: هو أن الإسلام هو النظام العالمي العام، الذي لا يقبل الله تعالى من أحد نظاماً غيره، فهو لا يقبل من أحد ديناً إلا الإسلام: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾... [الأنبياء: 107]، ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾... [آل عمران: 85].
إن قيام النظام الإسلامي العام على المبدأين السابقين، كان له أثره القوي في كل النظم والسياسات التي تفرعت منه، كمنهجه في التربية، وسياسته في الحكم، ونظامه في المال والإقتصاد والأسرة، إلى آخره.
ومن ذلك، أنه لا يشرع لجنس ولا لجيل، وإنما للأجناس جميعاً، وللأجيال جميعاً، في كل زمان، وفي كل مكان، وبذلك "اتبع الأسس الإنسانية الشاملة في كل تشريعاته ونظمه، ووضع القواعد العامة، والمبادئ الواسعة، وترك الكثير من التطبيقات لتطور الزمن وبروز الحاجات".
إذا كان ذلك كذلك، فإن مشكلة هذا البحث تتمثل في الإجابة عن التساؤلات التالية: 1-ما التصور الإسلامي لمناهج التربية، وهل يمكن تسمية هذا التصور "فلسفة" أو "نظرية"؟، 2-ما مفهوم منهج التربية في التصور الإسلامي، وما خصائصه التي تميزه عن غيره من المناهج؟، 3-ما الأسس التي يقوم عليها منهج التربية في التصور الإسلامي؟ وبعبارة أخرى، ما هي تصورات الإسلام للكون، والإنسان، والحياة، وهي الأسس التي يقام عليها بناء منهج التربية في الإسلام؟، 4-ما هي إنعكاسات مفهوم منهج التربية في الإسلام، وخصائصه، والأسس التي يقوم عليها بناؤه، على مكونات هذا المنهج، وهي: الأهداف، والمحتوى، وطرق وأساليب التدريس، وطرق وأساليب التقويم؟، 5-ما النظريات الرئيسية الأخرى، التي تحكم الممارسات التربوية في معظم مناطق العالم؟...
وللإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها، جاء هذا البحث في خمسة أقسام هي على النحو التالي: القسم الأول: ويتناول الإجابة عن السؤال الخاص بتحديد التصور الإسلامي لمناهج التربية، القسم الثاني: ويتناول الإجابة عن السؤال الثاني من أسئلة البحث الخمسة، وذلك بتحديد مفهوم منهج التربية في التصور الإسلامي، وتحديد خصائصه التي تميزه وتفرده عن كل المناهج الأخرى، القسم الثالث: ويتناول الإجابة عن سؤال البحث الثالث، وفيه يتم توضيح تصور الإسلام العام للكون، والإنسان والحياة.
أما القسم الرابع: فيه تتم الإجابة عن سؤال البحث الرابع، والخاص بإنعكاسات مفهوم منهج التربية في الإسلام، والقسم الخامس: تتم فيه الإجابة عن سؤال البحث الخامس، الخاص بالنظريات المنهجية التي تحكم الممارسات التربوية في معظم مناطق العالم. إقرأ المزيد