تعديل سلوك الأطفال المعوقين ؛ دليل الآباء والمعلمين
(0)    
المرتبة: 169,590
تاريخ النشر: 01/01/2012
الناشر: مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:شهدت العقود القليلة الماضية تطورات كمية ونوعية هائلة في ميدان التربية الخاصة في دول العالم المختلفة بوجه عام وفي الدول المتقدمة بوجه خاص. ويلاحظ المؤرخون أن البرامج والخدمات المقدمة للفئات الخاصة إنما هي في حقيقة الأمر مرآة تعكس اتجاهات المجتمع نحوها. وقد تغيرت هذه الاتجاهات تغيراً ملحوظاً عبر الحقب ...الزمنية المتعاقبة. وبوجه عام، يصف المؤرخون فترة ما قبل القرن الثامن عشر على أنها فترة الخرافات وإساءة فهم الأطفال المعوقين وإساءة معاملتهم، والقرن التاسع عشر على أنه عصر إنشاء المؤسسات الإيوائية الخاصة لهم، والقرن العشرين على أنه عصر إنشاء المدارس الخاصة لهم وتدريسهم في الصفوف والمدارس العادية.
وتعود بداية التربية الخاصة إلى القرن التاسع عشر حيث قام الطبيب الفرنسي جين ايتارد بتعليم طفل شديد الإعاقة وجد ضالاً في إحدى غابات فرنسا. فقد استطاع ايتارد تعليم ذلك الطفل بعض المهارات الاجتماعية واللغوية الأمر الذي دفع بالمؤرخين إلى اعتبار الأساليب الفردية التي استخدمها بمثابة حجر الأساس الذي بني عليه ميدان التربية الخاصة. على أن التربية الخاصة الحديثة بما تتضمنه من إجراءات علمية ترجع إلى عقد الستينات من هذا القرن وهو العقد الذي انبثقت فيه تكنولوجيا تعديل السلوك البشري.
فالتربية الخاصة الحديثة عملية هادفة تتوخى تعديل سلوك الطفل المعوق بغية مساعدته على بلوغ أقصى درجة ممكنة من الاستقلال الشخصي والتحصيل الأكاديمي. وذلك لا يمكن تحقيقه إلا بتخطيط وتنفيذ البرامج الفاعلة المنظمة التي تعمل على تطوير ذخيرة الطفل السلوكية بحيث تتشكل لديه وتتطور الأنماط السلوكية التكيفية والوظيفية وتضعف وتتلاشى من لدنه الأنماط السلوكية غير المناسبة أو الشاذة. ولذلك فلا غرابة في أن يعتمد ميدان التربية الخاصة على استخدام منهجية تعديل السلوك لتحقق الأهداف التربوية ولمعالجة المشكلات السلوكية المختلفة التي قد تصاحب الإعاقة ولإجراء البحوث العلمية ولتطوير البرامج لإعداد المعلمين للعمل مع هذه الفئات من الأطفال ذوي الحاجات التربوية الخاصة ومع أسرها أيضاً.
أما على الصعيد المحلي والإقليمي، فعلى الرغم من أن السنوات الماضية قد شهدت اهتماماً متزايداً بالأطفال المعوقين إلا أن هذا الاهتمام قد انصب على إيضاح ماهية الإعاقة وأسبابها وسبل الوقاية منها. ولكن الاستراتيجيات العلاجية العملية للمشكلات السلوكية والنفسية والاجتماعية التي يعاني منها الأطفال المعوقين لم تحظ بالاهتمام الذي تستحقه. واستناداً إلى هذه الحقيقة، حاول الدكتور "جمال الخطيب" في هذا الكتاب عرض هذه المشكلات وإيضاح طبيعتها وأسبابها وسبل معالجتها. وقد ركز على استخدام أساليب تعديل السلوك كونها أساليب فعالة وعملية وتحقق الأهداف العلاجية والتربوية المنشودة بسرعة نسبياً.
فعلى الرغم من أن تغيير سلوك الطفل المعوق قد يكون أمراً صعباً في كثير من الأحيان إلا أن تكنولوجيا تعديل السلوك تقدم بدائل علاجية متنوعة يمكن التحقق من فاعليتها بموضوعية. إقرأ المزيد