تاريخ النشر: 01/01/1989
الناشر: مكتبة لبنان ناشرون
نبذة نيل وفرات:يتصل التوجيه الإداري بفعل الأشياء. أنه يمكن للفرد أن يخطط وينظم ويوظف؛ ولكن ما من شيء يتم دون أن يتعلم المرؤوسون ماذا يجب أن يفعلوه. لذا هناك تعريف يمكن استخدامه استخداماً طيباً لكلمة التوجيه الإداري يمكن أن يتجلى في القول بأنها بمثابة الوظيفة التنفيذية للإرشاد وملاحظة المرؤوسين. إن وجهة ...النظر المتضمنة في هذه الفكرة لها ميزات عدة. أولها، وأهمها، أن رجال الأعمال سوف يفهمونها لأنهم ينظرون إلى الإدارة بهذه الطريقة. وثانياً أن نشاط المرؤوسين الموجه يؤكد، الأهمية الكبرى لوظيفة المدير التعليمية. إن عليه أن يشرح لمرؤوسيه وعليه أن يصف ويوضح ويصحح تجاربهم. وكذلك فإن عليه أن يحدد المهام، وأن يأمر بتنفيذها، كما عليه أن يرشد مرؤوسيه في جهودهم من أجل العمل الجماعي بطريقة أفضل. ثالثاً أن التنظيم الإداري من جميع نواحيه يعتبر وظيفة الرئيس الأعلى. وأخيراً فإن كل مدير لديه ولو مرؤوس واحد يكون قائماً بوظيفة توجيهية إدارية.
وبناء على ذلك يمكن القول بأن السلطة التي تمثل الحق في إصدار الأمر إلى المرؤوس من أجل القيام بخدمة ما، فإنها تعتبر لازمة سلفاً للمدير، والتفويض بالسلطات تحديداً لوظيفة المرؤوسين، ومن ثم فإنهما يخلقان البيئة التي تمارس فيها وظيفة التوجيه الإداري. وبالرغم من أن التكليف والتفويض يجعلان التنظيم ممكناً؛ فإن طبيعة التوجيه الإداري وصفته تجعل الهيكل التنظيمي شاعراً بالحياة. وعلى قدر اختصاص الإدارة فإن الموضوعات المحيطة بحق التفويض بتوجه الآخرين يمكن تفسيرها بمقدرتها على تطوير العمل الجماعي الماهر. من هنا تبدو أهمية الوظيفة الإدارية وهذا يقتضي وضع مبادئ تعين القائمين على الإدارة في وظيفتهم.
وفي هذا الإطار يأتي الجزء الثاني من كتاب "مبادئ الإدارة" الذي نقلب صفحاته، والذي يمثل محاولة لتلخيص نظرية في الإدارة وتطبيقها مبدئياً في حقل الأعمال. وقد استخدمت المبادئ هنا بمعنى أنها مجموعة حقائق أساسية قابلة للتطبيق في مجموعة معينة من الظروف، وأنها نظرية كجسم من المبادئ المترابطة التي تبحث بنسق نظامي في موضوع ما. مما يجعلها عملية إلى حد كبير وقابلة للتطبيق العملي. إذ أن هذه المبادئ الخاص بأعمال الإدارة يمكن تطبيقها في أي نوع من المنشآت، وتوخياً لمصلحة أولئك الذين يهتمون، أولياً، بإدارة المشروعات، نقد توجه الكتاب بعنايته لأمثلة الحالات على مسائل المنشآت التجارية. إقرأ المزيد