تاريخ النشر: 01/04/2003
الناشر: دار العلوم العربية للطباعة والنشر
نبذة المؤلف:تسرد رواية (زكي الباريزيانا) قصّة الشخصيّة المحوريّة فيها (زكي) إلى جانب أفراد عائلته ومجموعة أخرى من الشخصيّات ذوات الأهميّة المتفاوتة والأثر المتباين في أحداث الرواية, مقتفية مساره عبر التغيّرات العامّة الدوليّة والإقليميّة, والخاصّة المحليّة والعائليّة وانعكاساتها عليه منذ يفاعته ومراهقته وبلوغه في ظرف استثنائي جداً مغتصباً من زوجة طفولته الأرملة ...الأربعينيّة التي شكّلت نافذته في الإطلال على جانب مهم من حقائق الحياة والسلوك الإنساني الواقعي المتوازن بين بني البشر والتبادلي بمقايضة الأخذ بالعطاء واللذة بالموت.. ثمّ تنقّله بين المهن وتعرّفه بالمصادفة والاضطرار إلى مهنة والده (أبو زكي) ملتزم بوفيه (ألنجاة) في مقهى السيّد (سرسو الكبير) في (ساحة البرج) في (بيروت) وأركلجي الأمير الوزير الخطير ذو الفراسة والشهامة, ثمّ رسوّه أخيراً متعهّداً للبوفيه في مؤسسة (ألباريزيانا- مطعم وكاباريه) حيث تتعدّد المفارقات والمواقف الطريفة بين صدامات ومغريات ماديّة وحيث يلتقي بنماذج وشخصيّات موهوبة فطريّاً لوظائفها واختصاصاتها, مستعيناً بمساعدهِ (ألطرح) وبصاحب المؤسسة ذي الخبرة بطبائع البشر, الفهيم الصريح ابن البلد (أبو عفيف). وتحت رقابة والدته الواعية (أم زكي) ونهجها في تقويمه ممسكة بيمناها عصا المعلّم وفي يسراها قلب الأم وعلى لسانها عبارات الأمل والمحبّة والرجاء وفي رأسها خشية الله وكرامة الإنسان, ومستدفئاً هواه الصادق المكبوت نحو خاطفة لبّه حبيبته (وصال).
والرواية من هذا المنظور مؤشرٌ حضاريّ وتتشارك مع كلّ الشواهد الحضاريّة للأمم من فنّية وأدبيّة وعلميّة وعمرانيّة وإنسانيّة الخ.., في أنها تتضمن شكلاً ما توثيقياً لحضارة تلك الحقبة والمكان وقاطنيه وعلاقاتهم في ما بينهم والآخرين.
إن جُلّ ما تطمح إليه رواية (زكي الباريزيانا) عبر أسلوبها وأحداثها هو الوصول بقارئها إلى حالة من الإمتاع والحبور والانبساط النفسي يعتقد فيها انّه وبمتابعته لخيالات السرد الوهميّة إنما يعايش ما هو حقيقي وواقعي. وهي ليست بأيّة حال مناقشةً فلسفيّة أخلاقية تقويميّة لانحرافات وعيوب مجتمعيّة محدّدة ولا عملاً توثيقيّاً تحليليّاً لأشخاص ولا لمجموعات ولا لأحداث سياسيّة ولا اجتماعيّة ولا اقتصاديّة معيّنة, لا عامة ولا خاصّة. وإنّ ما جرى ذكره وإدخاله في النصوص من هذه المفردات السياسيّة والاجتماعية والمتغيّرات إنما تمّ لمقتضيات مجاراة الرواية لمكانها وزمانها والتزامها بهما. إقرأ المزيد