تاريخ النشر: 01/01/1989
الناشر: عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:عاش العرب في جزيرتهم منذ القدم، وقد استعانوا بعدد من الحيوانات للتغلب على صعوبات الحياة في ديارهم. وبمرور الزمن ألغوا بعض هذه الحيوانات وفي مقدمتها: الإبل، ولهذا ذكرت في القرآن المجيد. وصنف علماء العربية في الإبل والخيل والطيور خاصة، وفي الوحوش عامة، وذلك منذ بدء عصر التأليف، وتطورت هذه ...المؤلفات في مطلع القرن الثالث الهجري. كان عبد الملك بن قريب الأصمعي ، أحد هؤلاء العلماء الذين صنفوا في علم الحيوان، ويتميز الأصمعي عن سواه بأنه لم يكتف بالدراسة النظرية التي تعتمد على الأخذ ممن سبقه من العلماء والشيوخ، فقد ذكر بأنه كان يتجول في الصحارى والبراري بنفسه: يلتقط من الأعراب العظماء: أسرار اللغة ودقائقها، ويفحص الحيوانات بنفسه، ويسأل هؤلاء العرفين عن أسماء أعضائها عضواً، عضواً. وبهذا استطاع أن يجمع لنا ثروة لفظية لغوية ثمرة، مكنته من وضع مؤلفات علمية كثيرة، ضاع الكثير منها. وكتاب الوحوش الذي نقدمه اليوم كاملاً، أول مرة، هو واحد من هذه المؤلفات المبكرة التي ألفت في هذا العلم واعتمدت الأسس النظرية والعلمية معاً. وقد قصد الأصمعي فيه أن يكون مختصراً لطلاب اللغة، وتناول فيه الحمير والبقر والظباء والوعول والنعام والأسود والذئاب والضباع والثعالب والأرانب. درس المؤلف أسماء هذه الوحوش وصفاتها وطباعها وبيوتها وأسماء أولادها وأصواتها. وتأتي أهمية هذا الكتاب أنه الوحيد الباقي عن هذا الموضوع، بينما ضاعت عشرة مؤلفات أخرى تتناول الموضوع نفسه، ألفها علماء القرن الثالث الهجري، ولأهمية هذا الكتاب سعى " جليل العطية" إلى تقديمه في هذه الطبعة محققاً تحقيقاً كاملاً، وبالرجوع لنطاق عمله التحقيقي نجد أنه يتحلى بالخطوات التالية: أولاً: خرج النصوص اللغوية والشعر وأسماء الحيوان، وتتبعها في كتب اللغة والحيوان والأدب وغير ذلك، ثانيا: عرّف بالمؤلف وبيّن مكانته العلمية، ثالثاً: ذكر أسماء المؤلفين القدامى الذين ألفوا كتباً في الوحوش، رابعاً: تحدث عن الكتاب وقيمته العلمية ومكانته بين كتب الحيوان واللغة، خامساً: أثبت العنونات الرئيسية التي صنفها الناسخ في الهوامش، في مواضعها لتسهيل المراجعة، سادساً: شرح من العبارات والكلمات ما وجده بحاجة للشرح. سابعاً: صنع للكتاب فهارس تيسر مطالعته والانتفاع به. إقرأ المزيد