يهود يكرهون أنفسهم، محاكم التفتيش الصهيونية بين معاداة السامية ولا سامية الأنا
(0)    
المرتبة: 49,850
تاريخ النشر: 01/12/2002
الناشر: دار الفكر المعاصر
نبذة نيل وفرات:إن الصعود الإعلامي والسياسي للمؤرخين اليهود الجدد يضاف إليها انتماء هؤلاء المؤرخين إلى فلسفة ماندلسو، القائمة على تذويب الفوارق وترسبات الخلاف بين اليهود ومحيطهم بهدف تأمين استمراريتهم، هذا الصعود ليؤكد الطابع السياسي لهذه الحركة، بما يدعو إلى تحري خلفية هذا الطابع واتجاهاته وموقعه في السياسة الإسرائيلية وتوجهاتها المستقبلية. وهذه ...الخلفيات تفوق بأهميتها كل المضامين الكتابية لهذه الحركة، إذ تمكن العودة إلى كتاب السياسي والجامعي الأمريكي "بول فندلي" والمعنون (Deliberate Deceptions) (مترجم إلى العربية) تحت عنوان الخداع، للاطلاع على كل الأكاذيب الصهيونية والبراهين الداحضة لها. بما يجعل القارئ يستغني عن فضل المؤرخين الإسرائيليين وتكرمهم بدحض هذه الأكاذيب. لدرجة أنهم يطلبون لها مقابلاً قيام حركة عربية مشابهة، والاطلاع على المحفوظات العربية تمهيداً لتدوين مشترك للتاريخ.
إن كتاب فندلي يضم 113 صفحة من عناوين المراجع المحفوظاتية المكذبة للصهيونية، مما يجعل من بضاعة الإسرائيليين بضاعة فاسدة إضافة للشك بفسادها؟!.. ثم هل يكفي أن تعترف إسرائيل بأكاذيب أقامت عليها حربها النفسية طوال نصف قرن كي تنال البراءة؟ فما فائدة الحقائق المنتهكة؟ وما فائدة الاعتراف بعد الفضيحة.
بعد كل هذا ترانا نقبل تهمة (يهودي كاره نفسه) الموجهة لهؤلاء المؤرخين؟ أم نعتبر هذه التهمة مجرد خدعة لتسويقهم، فهل يتساوى هؤلاء مع نعوم تشومسكي وحنة أراندت وسيغموند فرويد وإسرائيل شاحاك وغيرهم من المعادين فعلاً للصهيونية؟ وهي فئة تدفع غالباً ثمن تهمة "يهودي يكره نفسه" أو لا سامية الأنا)! وكيف نفرق بين هؤلاء وبين المؤرخين الجدد؟ فتشومسكي مثلاً يركز نقده للسياسة الإسرائيلية (والأمريكية الداعمة لها) بدءاً من العام (1967م)، أما شاحاك فينتقد اللامساواة في هيكلية المجتمع الإسرائيلي، في حين يكتفي المؤرخ الجديد بمراجعة بعض المحطات الصراعية منذ قبيل حرب 1948م حتى اليوم.
بناء على ما تقدم رأى المؤلف أن استيعاب المنطلقات النظرية لهذه الحركة يمر بمناقشة موضوعات مفصلية هامة وزعها في كتابه هذا على الفصول التالية: 1-الذات اليهودية وتناقضاتها، بين معاداة السامية ولا سامية الأنا. 2-التحليل النفسي للنكتة اليهودية (عدوانية اليهود الكامنة تجاه الآخر). 3-يهود يخجلون من الهولوكست، هيستيريا المحرقة. 4-يهود معادون لإسرائيل. 5-سيغموند فرويد، اليهودي الذي كره نفسه بعد وفاته. 6-نعوم تشومسكي، نموذج خاص للاسامية الأنا. 7-صراعات الفقه الإسرائيلي، مسرحيات الاختلاف اليهودي. 8-حركة المؤرخين الجدد. 9-نماذج من كتابات المؤرخين الجدد. 10-لمحة عن المواقف العربية من حركات الانفتاح اليهودية، المؤرخون الجدد نموذجاً.
وغاية المؤلف أن يساعد كتابه هذا على فهم هذه الحركة وغاياتها، والتفريق بين دعاتها وبين اليهود كارهي أنفسهم، كما بين هؤلاء وبين اليهود الذين ضاقوا ذرعاً بعبء تاريخهم ويشكون، كما يفعل إسرائيل شاحاك، من وطأة 3000 عام من التاريخ. إقرأ المزيد