من ميشال عفلق إلى ميشال عون، تجارب في علاقة مستحيلة
(0)    
المرتبة: 53,873
تاريخ النشر: 08/01/2010
الناشر: رياض الريس للكتب والنشر
نبذة نيل وفرات:يقول المؤلف في مقدمة كتابه بأن لبنان والمسيحيون، العروبة والإسلام، جذور ومميزات، جَبِلَ بها التاريخ السياسي الحديث، فولدت فروعاً وإشكالات لا تزال تبحث عن حل، منتقلة من همّ واهتمام، إلى غرام وانتقام، على المستويين الوطني والإقليمي، وبعد أن تعرضت تجربة "التعايش" بين هذه الجذور والمميزات، لضغوط التدخلات الخارجية وصراع ...المصالح، عاد الاهتزاز إلى صورة الوطن والعيش، فعاد إلى الواجهة التناقض بين الإسلام والقومية عبر الأصولية الإسلامية، وبين لبنان "التجربة الفريدة" لوطن حضنه المسيحيون واخترعوه في الشرق، وبين القومية العربية وعروبة المسلمين إلى مستوى الفعل العسكري عبر العصبية.
ومثل الكثيرين ممن لم تجرفهم هذه الأصولية، ومن موقع الكاتب الخاص، كلبناني، ماروني الولادة والنشأة، عربي العقيدة والنهج، يقول بأنه عانى من التكاذب الذي ينطق به الأصوليون وأشباه التقدميين لدى كل الطوائف اللبنانية و"أحزابها" والأنظمة السياسية العربية وتخلفها عن تكريس نظام التعايش بين الأقليات شعاراً ونهجاً سياسياً لحلّ هذه الإشكالات.
وهو يرى بأن المسيحيين ولبنان، عناق حتى الاختناق، فالمسيحيون والعروبة خوف من الفرع الذي يطغى على الجذور. إنها العلاقة التي تبدو مستحيلة، وهذه كانت دافعة إلى الكتابة وعنواناً لكتابه الذي بين يدي القارئ، والذي برأيه جاء ربما متأخر الشهادة ضد الجريمة المتعددة الأطراف، المتبدلة الصور، والمستمرة في النهج والزمن. فما هي هذه الجذور والمميزات التي يعطى لها التعايش حلاً؟
ويتابع قائلاً بأنها تساؤلات عاشت في ضميره، وترجمها عبر مسيرته الذاتية التي مرت بتجارب عديدة، من حزب البعث العربي الاشتراكي، إلى الحركة الوطنية اللبنانية، إلى الثورة الفلسطينية، فإلى تجارب ميشال عون، كان ظاهر هذه التجارب ذاتياً وشخصياً إلا أنها، واقعاً وفعلا، يرى بأنها تمثل تجربة الكثيرين من الشباب اللبناني والعربي، الذين يعيشون اليوم حالة السؤال فالإحباط، التي انتهت إليها تجاربه، وأما هدفه من استعادتها وتدوينها في هذا الكتاب، فهو المساهمة في استنهاض الهمم لإعادة ملف الاجتهاد، والتجديد لصياغة "عقد التعايش" مؤسساً على علاقة ممكنة بعد أن أصبحت مستحيلة بسبب الفشل المتكرر، الذي يضغط على الذاكرة الجماعية للشعوب العربية والأقليات المتساكنة معها في هذا الشرق. إقرأ المزيد