فلسطين / إسرائيل : سلام أم فصل عنصري
(0)    
المرتبة: 123,085
تاريخ النشر: 12/01/2003
الناشر: دار الكتاب العربي
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:حكمت الخطة الأميركية لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني التي كشف النقاب عنها في أواخر حزيران/يونيو على الفلسطينيين والإسرائيليين بولوج فصل آخر من فصول سفك الدماء. فقد كررت إدارة بوش أخطاء الماضي بدلاً من طرح رؤية حقيقية جديدة للمستقبل. ونزولاً عند رغبة إسرائيل، اختار بوش أن يتجاهل تقريرين موضوعين على مكتبه، ...واحد يصف مبادرة عربية شاملة ترسم مستقبل سلام خالياً من الاحتلال، والآخر من ياسر عرفات، الزعيم الفلسطيني الوحيد المنتخب، يقبل فيه الأفكار التي تقدّم بها الرئيس بيل كلينتون في كانون الأول/ديسمبر 2000 كإطار للمفاوضات اللاحقة.
يشعر بوش على غرار الكثيرين من قبله، أن عليه التوصل إلى طريقة "خلاقة" للخروج من مشكلة سهلة الحل. والنتيجة النهائية صيغة لإدارة الأزمة بدلاً من حلها. ومن المحزن أن حلّ هذا الصراع، وهو انسحاب إسرائيل التام من الأراضي التي احتلتها سنة 1976 مقابل سلام مع جيرانها العرب، أو "الأرض مقابل السلام، معروف منذ عقود من الزمن. وقد تم تجاهله عقوداً من من الزمن أيضاً. إن بوش يريد العودة إلى عملية مؤقتة، لكن بوجود قيادة فلسطينية جديدة. وهي سياسة أميركية ذكية، عرفها المؤلف من خلال زياراته المتكررة إلى واشنطن، إنها سياسة آمنة تبتعد عن إسرائيل أرييل شارون بإلقاء الحمل على الفلسطينيين. فبوش الذي تعلم من تجربة والده يعرف تبعات الضغط على إسرائيل. وقد أثبت الرئيس الأميركي من خلال ادعائه بأن عرفات غير جدير بالثقة، أنه ليس أهلاً ليعهد إليه بالشرق الأوسط. يطالب بوش بتغيير القيادة الفلسطينية لتمهيد الطريق إلى دولة فلسطينية في مرحلة ما في المستقبل. لكن القيادة في بلد ديموقراطي هي اختيار الشعب. وما لم يتم انتخاب رئيس آخر في انتخابات حرّة ومفتوحة، لا يحق لأحد أن يفرض زعيماً على الفلسطينيين ومن الصعب إجراء انتخابات حرّة ومفتوحة، فيما الدبابات الإسرائيلية تحتل كل الأراضي الفلسطينية، وكثير من القادة قابعون في السجون الإسرائيلية والفلسطينية أو مختبئون. إن أفضل ثاني سيناريو هو أن يسمي عرفات أكثر القادة شهرة في فلسطين اليوم نائباً له وقائداً محتملاً في المستقبل، وأن يعهد إليه بالتفاوض مع إسرائيل.
ومروان البرغوثي، وهو عضو منتخب في المجلسي التشريعي وسياسي مقتدر، ضليع في السياسات الإسرائيلية ويتحدث العبرية بطلاقة، ورغم أنه في سجن إسرائيلي وليس للمرة الأولى، فإنه على غرار نلسون مانديلا يمكن أن يتوصل إلى اتفاق سلام مع سجانيه. وقد أخبر بوش أن الفترة المؤقتة سوف تستغرق ثلاث سنوات، وأن هذه المقاربة التراكمية صممت لبناء الثقة بين الفريقين، وقيل إن السلام هو عملية، لكن بدلاً من التصدي للمشكلة، وهي احتلال إسرائيل الوحشي للأراضي الفلسطينية منذ 35 عاماً، سوف تقود هذه العملية التراكمية إلى مزيد من الهيمنة الإسرائيلية ومزيد من المستوطنات غير المشروعة بدلاً من التسوية السلمية. لمذا يقوم بناء نفق آخر لكي يرى الضوء؟ لأن هذه الخطة سوف تعفي إدارته في نهاية المطاف من أي التزام أو قرارات تتعارض مع إسرائيل. وعندما يحين موعد الاتفاق "الدائم" على جدول أعمال الإدارة التالية، تكون الخريطة الاستراتيجية في المنطقة قد تغيرت، وربما نحو الأسوا، فسياسة "محور الشر" التي ينتهجها بوش تهدد بتصعيد آخر ضد العراق وإيران ودولة أخرى. وفي هذه الأثناء، تعني إضافة ثلاث سنوات من الريبة إلى سبع سنوات من الغموض في عملية سلام أوسلو مزيداً من الانغماس في العملية وقليلاً من السلام.
ضمن هذه المقاربة تأتي رؤية الباحث حول الاحتلال والمقاومة والمستقبل حيث ينتهي أخيراً إلى القول بأن أي تأخير إضافي في حل المسائلة العالقة وإقامة دولة فلسطينية لن يؤدي إلى تعزيز الفصل العنصري الذي يقود في نهاية المطاف إلى كيان ثنائي القومية. باختصار على الإسرائيليين أن يختاروا: إما أن يتعاملوا مع مأزق وجود دولتهم الذي تجنبوه فترة طويلة (أي إنشاء إسرائيل على بقايا أمة أخرى، الفلسطينيين، تشتتت في المنفى وتحت الاحتلال وتحت السيادة الإسرائيلة المباشرة)، وإما أن يعمق الاستقطاب والتمييز عدائية نظام الفصل العنصري القائم أصلاً. وقد أخذت تتزايد التقارير عن الفصل العنصري لا في الضفة الغربية وقطاع غزة فقط، بل داخل إسرائيل نفسها، فعلى الشواطئ وفي ملاعب الأطفال ومراكز التسلية، تقوم الشرطة الإسرائيلية بمضايقة الفلسطينيين الذين يقتربون من المناطق اليهودية، بحجة عدم السماح إلا للمقيمين بالدخول في بعض الأحيان.
أخيراً وليس آخراً، إذا واصلت إسرائيل تمتعها بالحصانة في سياق حرب إميركا على الإرهاب، فربما يتواصل تفاقم الصراع، وسوف ينقلب من اتفاق إلى مواجهة ومن مصافحة إلى أعمال عدائية.نبذة الناشر:لو قال أحد لليهود الذين كانوا يشكلون 10 بالمئة من سكان فلسطين في بداية القرن الماضي إنهم سيقيمون ذات يوم دولة تمتد على 78 بالمئة من البلد تكون 80 بالمئة من القدس عاصمة لها، لاستبعدوا ذلك على أنه لا يعدو أن يكون حلماً جميلاً. ولو أبلغ الـ90 بالمئة الآخرون من سكان فلسطين بأنهم سيتخلون يوماً ما عن ثلاثة أرباع أرضهم بعد أن يصبح ثلاثة أرباعهم لاجئين، وأنهم سيجبرون على العيش في 10-18 بالمئة من أرضهم التي تنخرها كالجبن السويسري 200 مستوطنة غير مشروعة تحميها جارة تمتلك أسلحة نووية ويقودها جنرال سيء السمعة، لاعتقدوا أن ما يعرض عليهم كابوس. إقرأ المزيد