تاريخ النشر: 01/01/2000
الناشر: دار اليمامة للطباعة والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:إن لطلب العلم ركنان: الركن الأول هو أدب النفس، وهو ما يشتمل على أمهات الأخلاق، التي يجب أن يتحلى بها طالب العلم. أما الركن الثاني فهو أدب الدرس، أي التحصيل العلمي، وهذا الركن يخضع لمنهج متكامل، يبدأ بعلوم الآلة: كالنحو، والصرف، والبلاغة، والمنطق ومصطلح الحديث، وأصول الفقه، وينتهي بالمقاصد: ...كأصول الدين، والتفسير، وعلم الحديث، والفقه. وقد ألف عدد من العلماء من القديم والحديث الكتب في أدب الدرس، وأدب النفس، وكتاب الإمام الشوكاني "أدب الطلب ومنتهى الأرب" واحد من أشهر هذه المؤلفات، وهو يشتمل كما قلنا على الركنين معاً، فهو في القسم الأول ينبه على ما يجب أن يتحلى به طالب العلم من أخلاق حميدة، وما ينبغي أن يحذره من فاسد الطباع ومرذولها، ثم بين أسباب التعصب نذكر منها: التقليد الأعمى، وعدم الإخلاص... ثم تحدث عن أضرار التعصب وأنه يمحق بركة العلم، ويذهب برونقة ويزيل ثوابه، ويعطل العقل والملكات الشريفة، ويؤدي إلى الفتن المفضية إلى قطع الأواصر، وبعد ذلك يقصى المؤلف أخباراً عن محاربة التعصب وأسبابه، وما لقي في سبيل ذلك من البلاد والشدائد.
ثم يبدأ القسم الثاني المتضمن أدب الدرس، فيقسم الشوكاني حملة العلم الشرعي إلى أربع طبقات: الطبقة الأولى: من يحمل العلم، ويكون قصده أن يبلغ درجة الإمامة، والطبقة الثانية: من يحمل العلم ليكني نفسه، فلا يحتاج لسؤال عالم أو الرجوع إلى مفتٍ. الطبقة الثالثة: من يطلب العلم ليصلح لسانه، ويقوم فهمه، دون قصد منهم للإستقلال بالمعرفة. الطبقة الرابعة: من يقصد بتعلمه علماً من العلوم غرضاً دينياً أو دنيوياً، دون أن يطمح إلى الوصول إلى علم الشرع. ثم يشرع يضع المنهاج لكل طبقة من هذه الطبقات، ما يلائم الغاية التي تتوخاها، نبدأ ببيان علوم الآلة، وما الذي ينبغي أن يبدأ طالب بالعلم، وأي كتاب عليه أن يقرأه إلى أن يفرغ من هذه العلوم، ثم ينتقل إلى علوم أخرى.
وهكذا يصل إلى الغاية التي يرجوها، هذا وقد تضمن الكتاب كثيراً من الحوادث التي وقعت للمؤلف إبان طلبه للعلم، ينتفع بها المتعلم اليوم، وتكون له درساً، كما ينتفع بها المؤرخ الذي يؤرخ لتاريخ العلوم والتربية الإسلامية، أو يؤرخ سيرة الإمام الشوكاني نفسه، فما أشبه هذا الكتاب من هذا الجانب بكتاب "المنقذ من الضلال" لحجة الإسلام أبي حامد الغزالي". ولأهمية هذا الكتاب ولإظهار ما فيه من مطالب ومعلومات هامة اعتنى بتحقيق مادته وذلك حتى تخرج للقارئ نقيه سهلة التناول، وبالرجوع لعمل المحققان نجد أنهما قد اهتما بضبط ما يحتاج إلى ضبط من عبارات المؤلف، هذا بالإضافة إلى اهتمامهما بتخريج الأحاديث والتعريف بالأعلام. والتعريف بالكتب التي ذكرها المصنف، وبالتعليق على المواضع التي رآها المحققان بحاجة إلى شرح أو إزالة إشكال، كما وضعا عنوانات توضيحية للفقرات الواردة، كما صدرا الكتاب بمقدمة وترجمة للمؤلف، وألحقا بالكتاب دراسة عن أدب الشوكاني، وأخيراً أعدا فهارس عامة للكتاب. إقرأ المزيد