نزار قباني والقضية الفلسطينية
(0)    
المرتبة: 159,067
تاريخ النشر: 01/09/2002
الناشر: بيسان للنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:إن اللقب الذي وسم النقاد به نزار (شاعر المرأة)، طيلة مسيرته الشعرية أخفى جانب السياسة في شعره، وهو جانب لا يقل أهمية عن الأول كما أخفى البعد النفسي المتألم والمرارة التي أحسّ بها كمواطن عربي والتي ظهرت جلية في شعره بعد ضياع دولة فلسطين في 149.
من هذا المنطلق يأتي ...هذا البحث "نزار والقضية الفلسطينية" الذي يظهر أن الشاعر هو جزء من الذات العربية الجماعية. وقد عكس ذلك في شعره من خلال تركيزه على مرض الأمة وهو الاحتلال الصهيوني للأراضي العربية. هذا الارتباط الذي ظهر في جميع مراحل حياته الشعرية، فالنرجسية التي دفعت شعره الغزلي هي التي دفعت قصائده السياسية، وكما تدفقت أشعاره في الغزل بسبب محاولته لتوثيق ذاته كذلك انبثقت أشعاره في الوطن بسبب الذات المتصاعدة.
وقد توضح، ومن خلال هذا البحث، أن طعن نزار بعروبته هو اتهام يفتقر إلى تحليل نصوصه، وأن انقسامه النفسي يظهر تمسكه بالقيم العربية وبهذا يصبح الشعر هو محاولة تطهير ليستعيد بها نزار توازنه النفسي. وما دام الشاعر يمتلك هذا القدر من المعجبين فقد حق له أن يقوم بدور القائد الذي يتنبأ بالأحداث التي سوف تحيط أقدار الأمة العربية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن من الأمور التي حاول هذا البحث الكشف عنها؛ الدور الفعّال الذي يحتله الشعر في الحياة من جوانبها الاجتماعية والسياسية كافة، والدور الهام الذي لعبه نزار وشعره في قلب الموازين في المجتمع العربي من خرق للتقاليد الرثة البالية التي حكمته على مدى أجيال. حين أصدر نزار ديوانه "قالت لي السمراء" كبداية لإنتاج شعر غزير استمر على مدى خمسين عاماً ونيف، استحوذت المرأة على كمّ ليس بالقليل منه، ذلك الكم الذي سار بالنقاد إلى اعتبار شعر نزار اقتصر على المرأة، وعلى التغزل بها وبمفاتنها بألفاظ حسيّة، وعدم النظر إلى القصائد السياسية بعين الاعتبار بمقارنة كمّها من القصائد الغزلية.
وبالتدقيق في كل ديوان من دواوين نزار من بداية إنتاجه الشعري، لوجدنا أن الإشارات السياسية لديه جاءت بعد عدة دواوين من الغزل الخالص بالمرأة وبمفاتنها. وقد كانت "خبز وحشيش وقمر" التي كتبها في العام 1954 أتت بعد عشرة أعوام من بداياته الشعرية. وقد تأخر نسبياً في إظهار المكانة التي يحتلها الوطن في ذاته وقبل "خبز وحشيش وقمر" كانت الإشارات السياسية سطحية وربما أتت من الوضع العربي المتردي ولكن دون أن يخوض نزار في العمق. ولكن هذه القصيدة كانت نقداً عنيفاً للعرب وللوضع العربي وكانت ولادتها غريبة عن ما عرض عن نزار شاعر الغزل والمرأة.
وهكذا فإنه في كل ديوان قصيدة واحدة أو اثنتان تخوض في غمار السياسة العربية وإذن فإن كمّ الشعر الغزلي أتى متفاوتاً بشكل واضح مع شعره السياسي، مع ملاحظة الأثر النفسي العميق الذي تركته النكسة في نفس نزار والذي انعكس على شعره حتى آخر ديوان له. وقد توصل البحث في ذلك إلى أن النقاد في كثير من الأحيان كان لهم نظرة سطحية إلى شعر نزار، فنزار على بساطة لغته وقربها من تناول أي قارئ، يحب أن يُقرأ بين السطور، وهو وإن كتب عن المرأة وتغزل بأنوثتها ومفاتنها بألفاظ قد تخدش الحياء، فإن نظريته في ذلك أن يكشف عن الهاجس الجنسي لدى العرب.
ومن النتائج الهامة أيضاً التي تمّ التوصل إليها من خلال هذا البحث هو التزام نزار قباني بقضايا مجتمعه الداخلية، فما حكم شعره على مدى حياته التزامان هما: المرأة والسياسة؛ حيث مزج بينهما فأصبحت الأم هي الوطن وأول حدود الوطن هي المرأة. فالتحرير يبدأ من المرأة، وتحريرها من كل قيود الاستعباد التي حاكها المجتمع حولها، وعندما تتحرر المرأة من كونها عيباً، يتحرر المجتمع وتحرر عقول أبنائه وبذلك تسعى إلى تحرير الأرض.نبذة الناشر:هذا الكتاب هو إزاحة ستار عن بعض الجوانب الهامة التي لم تستوفِ حقها من البحث والدرس في شعر نزار قباني، فالالتزام وشعره السياسي أُهملا من قبل الدارسين، مقارنة بالدراسات الكثيرة التي تناولت شعره الغزلي، المرأة في شعره، مما دعا النقّاد إلى إطلاق لقب شاعر المرأة عليه.
وعلى الرغم من أهمية تلك الدراسات، فإنها لم تتناول شعره السياسي في الوقت الذي كان يكتب فيه عن المجتمع العربي وعن همومه، وقد نظم نزار عن فلسطين قدراً لا يستهان به من القصائد، التي حفّزت الهمم وقوّت العزائم. لذلك كان اختيار نزار قباني والقضية الفلسطينية، اختياراً مركّزاً على جانب من شعره لم يُدرس كما يجب. ومن ناحية القضية الفلسطينية لكي تكون ماثلة في عقول وقلوب أبناء المجتمع العربي من المحيط إلى الخليج. إقرأ المزيد