تاريخ النشر: 01/01/1997
الناشر: الدار المصرية اللبنانية
نبذة المؤلف:تعود نقادنا عند الكلام علي جيل الجارم والجيل الذي تقدمه أن يقرنوا كل شاعر حديث بشاعر مجيد ممن تقدموه ولاح للناقد أنه قدوة للناشئين من بعده، ولكننا لا نحسب أننا نقيم الجارم في مقامه إذا قلنا إنه شبيه بالبارودى أو بصبرى أو بشوقى أو بحافظ أو بشعراء هذه الطبقة السابقين ...لجيله. فإن للجارم مدرسة خاصة من مدارس الشعر الحديث تقوم علي قواعد غير تلك القواعد كلها عند إجمالها أو إفرادها وتخصيصها باسم كل شاعر معدود في أولئك الشعراء.
إن الجارم ركن من أركان مدرسة شعرية تستحق الآن أن تعرف بملامحها وأن تستقل بعنوانها، فلا تلتبس بمدرسة أخري تنسب إلي علم من أعلام الشعر المخضرمين بين القرن التاسع والقرن العشرين.
إنها مدرسة يجوز لنا أن نسميها بمدرسة "دار العلوم" ونعجب لأنها لم تتميز بهذه الميزة الواضحة وهي أدل عليها من كل جامعة أخرى تفرقها ولا تقارب بين أوصالها.
فإذا سمينا أركان هذه المدرسة الثلاثة، وهم: حفنى ناصف ومحمد عبد المطلب وعلى الجارم بترتيب السن أو الجيل، فمن اليسير جداً أن نلمس وجوه الشبه بين كل منهم وصاحبيه وإن لم يكن شبهاً من أشباه القوالب المصنوعة يمنع الفوارق الخاصة أو يخفي دلائل الاستقلال بطابع الشخصية المستقلة.
نكاد نقول إن الشعر قد انقسم بعد نشأة أدباء دار العلوم إلي مدرستين: مدرسة "الأفندية" والمدرسة المعممة أو الدرعمية.
واقرأ هنا وهناك ما شئت من قصائد الصفحات التالية فإنك ترى التشطير وبيت التخلص ومحسنات الأشباه والنظائر ولكنك لا تلبث أن ترى القبعة إلى جانب العمامة، وأن ترى "الشجون المعتادة" بين الوطن الثقافي الأصيل والوطن الثقافى المستحدث، وهما حيث كانا يتلاقيان "وبينهما برزخ لا يبغيان"
علي أن الطابع المستقل من "الشخصية الجارمية" يبدو علي كل لمحة "درعمية" تصادفها بمعانيها أو ألفاظها في قصائد هذا الديوان. إقرأ المزيد