تاريخ النشر: 01/01/1900
الناشر: دار الهلال
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة المؤلف:كان للمدينة سور منيع به أبواب عدة ضخمة، تغلق عقب غروب الشمس كل يوم،فلا يستطيع أحد بعد ذلك أن يدخل المدينة أو يخرج منها الا باذن خاص، وما زالت بعض هذه الأبواب وآثار السور باقية حتى اليوم، أما أغنى هذه الأحياء كلها وأكثرها سكانا وروادان فكانت الحياء الواقعة فى منطقة ...الجمالية وما جاورها من الغورية وخان الخليلى حيث تقوم مختلف المتاجر وقصور الأغنياء.
وهناك فى الجمالية كانت توجد وكالة الصابون، وهى يومئذ مجتمع كبار التجار وأصحاب الثروة، فلا تخلو ساحتها الرحيبة من مئات منهم طوال النهار، بين بائعين ومشترين ومتفرجين وكان من بين تجار تلك الوكالة، فى العهد الذى جرت فيه وقائع روايتنا هذه، تاجر مصرى ياقل له: (السيد عبد الرحمن). اشتهر رغم ضخامة ثروته واتساع تجارته بالتواضع الجم والاستقامة والبر بالفقراء، مع رجاحة العقل والاتزان. وقد تعود أن يقضى نهاره فى الوكالة يشرف على جركة البيع والشراء فى متجره اكبير، فاذا جاء المساء عاد الى منزله فى شارع الكعكيين فى الغورية حيث زوجته، وولده الوحيد منها، وبعض السرارى الشركسيات والحبشيات.
ولولا ما كان يقاسيه هو وغيره من استبداد المماليك وجورهم، وكثرة الضرائب التى يطلبونها من وقت لآخر، لكان له من ثروته الضخمة وتجارته الرابحة وحياته المنزلية الهادئة ما يجعله أسعد السعداء. إقرأ المزيد