جامع البيان عن تأويل آي القرآن " تفسير الطبري "
(0)    
المرتبة: 124,614
تاريخ النشر: 01/01/2021
الناشر: دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة
نبذة الناشر:لا شك أن المتأمل في جهود المفسرين للقرآن الكريم يجد كتاب الإمام الجليل ، شيخ الإسلام ، الإمام محمد بن جرير الطبري جامع البيان عن تأويل آي القرآن يطل برأسه بازغًا معلنًا أنه لم يأت مفسِّرٌ للقرآن بعده إلا استقى منه ، وموضحًا أن الكشف عن مراد الله هو الغاية ...التي يتغياها كل متدبر للقرآن وقارئ له . مما جعل دراسة هذا التفسير تكشف لنا الكنوز المذخورة في القرآن الكريم عن طريق معرفة دلالات الألفاظ ومطويات التراكيب اللغوية ومراميها ، وما يؤخذ من المنطوق , وما يؤخذ من المفهوم للتدبر والتعقل والعمل بما نعلم .والناظر في الكتاب يجد الشيخ الجليل الطبري قد اجتهد فيه اجتهادًا عجيبًا يتجلى في كل موضع منه ؛ فهو يتـتبع في صبر وأناة وطول نفس ما جاء في تفسير كل آية من الأحاديث والآثار ، غير غافل عما يرتبط بها من أسباب النزول ، وما قد تـتضمنه من الأحكام ، وما جاء فيها من الكلمات التي تحتاج إلى بيان معانيها ، وما قد يتعلق بها من القراءات ، وغير ذلك.... ، قاصدًا فيما يورده من الأدلة والشواهد اللغوية والمعارف التاريخية أن يستوعب كل ما بالناس حاجة إلى علمه ، بحيث يكون كتابه مغنيًا عما سواه من الكتب الواردة في موضوعه .كما يضيف إلى هذا الاستقصاء والاستيعاب حرصه على الترجيح بين الآراء المختلفة بالإدلاء برأيه مدعَّمًا بالدليل .وبذلك فإن تفسير الطبري لم يقتصر على جانب البيان والتعريف بآراء السابقين ، بل إنه يُتبعُ ذلك بإيضاح ما يراه صحيحًا من هذه الآراء والمذاهب بعد ذكر أدلتها . فيمكن القول أن تفسير الطبري جاء جامعًا لجانبي : التفسير بالمأثور، والجانب الآخر : ما عرف فيما بعد بالتفسير بالرأي . وجاء هذان الجانبان في منظومة رائعة متكاملة متوازنة ؛ ففيه من الآثار ما يزيد على ما تتضمنه كتب التفسير التي ظهرت إلى عصره ، ثم فيه فوق ذلك هذا النظر العلمي القائم على الموازنة والترجيح والاختيار بما يقوم عليه ذلك من بحث في العلل والأسباب .كل ذلك هو ما حدا بالأقدمين إلى تقديم تصريحات موجزة عن الكتاب تلخص ما يحويه من علم هائل ، نذكر منها : لم يصنف أحد مثله . لا يقدر أحد أن يزيد فيه ، بل لا يُرى ذلك مجموعًا لأحد غيره . لو ادعى عالم أن يصنف منه عشرة كتب ، كل كتاب منها يحتوي على علم مفرد لفعل .ولما كان لهذا الكتاب هذه الأهمية فقد كان جديرًا بالعناية والاحتفاء ، حريًّا به أن يخرج إلى الناس في صورة علمية دقيقة تناسب مكانته ، وتيسر لهم قراءته والانتفاع به في غير مشقة ولا حرج ، فلم تُترك شاردة ولا واردة في هذا الكتاب إلا وفصلت تفصيلا يناسبها ، مع الاعتماد على نسخة خطية كاملة ، ثم قوبل النص الخاص بالجزء الذي حققه الشيخان محمود محمد شاكر وأحمد محمد شاكر وهو من أول القرآن حتى الآية 27 من سورة إبراهيم على نسختهما ، ثم جاء الكتاب موَثقًا كافة نصوصه ، فإن كان النص حديثًا خرج من كتب الحديث مع تتبع سنده ومتنه ، وإن كان أثرًا فمن الكتب الخاصة بالآثار ، وقس على ذلك الشواهد الشعرية ، والقراءات ، والقضايا الفقهية واختلاف الفقهاء فيها وبيان الراجح منها ، وغير ذلك ...إن صرح العناية الفائقة بالقرآن الكريم بدأه المسلمون منذ الرعيل الأول في الإسلام ، ونأمل أن يكون هذا العمل لبنة في هذا الصرح العظيم . إقرأ المزيد