تاريخ النشر: 01/01/2000
الناشر: دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة
نبذة نيل وفرات:من الأمور التي لا خلاف عليها بين العلماء المسلمين، اتصال الإسلام بالحياة والأحياء، وذلك لوجود آيات من القرآن الكريم تنص صراحة على أن هذا الدين إنما جاء لإحياء الأمة وإنهاضها لتكون أمة البلاغ وأمة الشهادة كما أراد الله تعالى لها ذلك. ولكن وبسبب تسلط الكنيسة ورجالها في الغرب قام ...المفكرون والعلماء بالدعوة إلى فصل الدين عن الدولة والذي أطلق عليه بعد ذلك "العلمانية"، وبسبب خضوع المغلوب للغالب قام نفر من مثقفي الشرق-ومنهم مسلمون-باستيراد هذه النبتة الغربية، وحاولوا زرعها في أرض الإسلام، فأخرجت شجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار. وطال الصراع بين أنصال العلمانية ومعارضيها، واستطاع المؤيدون للعلمانية أن يحتلوا أجهزة التوجيه والحكم، ونحي الإسلام عن دور القيادة والتوجيه، وصار المسلمون مسخاً مشوهاً، يبحثون عن هوية ضائعة، أضاعوها بأنفسهم. انشغل كاتب هذه الصفحات بهذه القضية منذ بدأ وعيه، يتفتح على محنة المسلمين وما يعانونه من ضعف وتخلف، وقد بدأ يدرك أن أساس المحنة هو بعدهم عن منهج الإسلام، واتخاذهم القرآن بما فيه من منهج حياة وإيحاء مهجوراً. بسبب هذا الانشغال بالهم الإسلامي العام جاءت موضوعات كتابه هذا لتؤكد على أن الإسلام عقيدة وشريعة، عبادات ومعاملات، أخلاق وسلوك، دين ودولة، وأن المسلمين لم تكن لهم حضارة، ولا قوة، ولا ريادة إلا عندما كانوا في قمة تمسكهم بالإسلام ديناً ودولة، ومنهج حضارة. والكتاب بفصوله التسعة والتي هي: البذور، الجذور، الآليات، القيادة، الأمة، ربانية المصدر والغاية، البعد الاجتماعي، من فضائل الإسلام، الإسلام جهاد واستشهاد، هو أقرب إلى الثقافة الإسلامية منه إلى كتاب متخصص في سياسة الدولة وشؤون الرعية. إقرأ المزيد