أعلام النهضة العربية الإسلامية في العصر الحديث
(0)    
المرتبة: 69,644
تاريخ النشر: 01/01/2001
الناشر: مركز الحضارة العربية للإعلام والنشر والدراسات
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:لأن الأمة لا تموت، ولأن العقل الإسلامي يظل ينبض بالحيوية والفكر برغم الأستار الكثيفة من الظلام التي فرضتها عصور الانحطاط، ومع بدايات العصر الحديث بدأ في الشرق ذلك الصدام الحضاري بين الغرب الاستعماري المتقدم والشرق القابع في سكون الظلام والخرافة، انشقت الأرض عن جواهرها المكنونة وأخرجت من بين الثرى ...الأجداد العظام لعصرنا الراهن، وما لبث أن تتلمذ على يد الأجداد هؤلاء الآباء الذين أشاعوا في الدنيا روح التجديد والاستنارة، فأنقذوا الشرق كله من الخرافة والجهل، واستنقذوا الأمة من هاوية محزنة كانت تعيش في ظلمتها. فدعا رفاعة الطهطاوي، ذلك الابن الفذ للعروبة والإسلام، تلك الدعوة الصارخة بالتجديد، وتلقف خير الدين التونسي في شمال أفريقيا وعلي مبارك في مصر دعوة الطهطاوي فجسدوا أحلامه في النهضة بمشروعات للتنوير والتحديث أفادت الأمة وأضافت ملامح عصرية لنهضتها. وعندما اجتمعت موجات الظلم الغربي والاستبداد العثماني هبت عاصفة من الجهاد اسمها "جمال الدين الأفغاني"، وواصل ابنه وتلميذه عبد الله النديم دعوة الأفغاني في الجهاد واستمسك بها حتى الرمق الأخير من حياته، فدخل بنضاله وكفاحه تاريخ أمته وسكن نابضاً بالحياة روح الأمة وضمير الشعب. وعندما حقق الاستعمار الغربي بعض انتصاره، اهتزت نفوس العامة، ولم تهتز عقول العلماء؛ فنهضت موجة جديدة من قادة النهضة والتنوير الإسلاميين، وربطت على نحو خلاق بين مواجهة الاستبداد العثماني الذي أصاب الإمبراطورية بخطر التحلل، وبين سموم الاستعمار الغربي الذي استهدف امتصاص الطاقة المادية للامة وطمس روحها الناهضة. ولذلك لم تكن هزيمة الثورة العرابية آنذاك هي القول الفصل والكلمة الأخيرة في سجل الجهاد الوطني، فدعا محمد عبده إلى الإصلاح الديني سبيلاً لمغالبة الغرب بنهجه.
وأمسك الكواكبي بشعلة الكفاح ضد الاستبداد العثماني ينتقل بها من بلد إلى آخر معيداً إلى الأذهان سيرة الأفغاني. وانطلق علي عبد الرزاق يقارع بعض الدعوات الخفية لصنع خلافة جديدة للمسلمين يكون على رأسها طاغية هو الملك فؤاد ممثلاً لسادته المستعمرين ومتحدثاً بلسانهم؟! ويذهب الشيخ عبد الحميد باديس. وتقدم عبد الحميد الزهراوي في حاضرة الشام يقدم حياته ثمناً لنهوض الحركة القومية المعادية للاستبداد العثماني ليصبح شهيداً للعروبة في سنواتها الباكرة. هؤلاء العظام، وتلك الكوكبة المجاهدة إلى جانب العديدين ممن مثلوا رجالات الفكر والدعوة والأدب في هذه الفترة أمثال العقاد وطه حسين ومالك بن نبي ومحمد حسين هيكل وعلال الفاسي وحسن البنا. تلك الكوكبة ليس بمقدور أحد أن يتجاهل أياً منها، أو يتجاوز بعضاً من رفاقهم الكبار، منهم صناع الفكر العربي والإسلامي الحديث، وبناة نهضته، وشاهد حق لمدى حيوية الأمة وقدرتها على الإبداع والتجديد والاستنارة. ولترتسم صورهم المشرقة في أذهان أبناء هذا الجيل يأتي هذا الكتاب الذي يسرد فيه المؤلف سيرة الإبداع لرجالات أعلام هذه النهضة العربية الإسلامية في العصر الحديث. إقرأ المزيد