الاستعداد للقرن الواحد والعشرين
تاريخ النشر: 01/01/1994
الناشر: مكتبة مدبولي
نبذة نيل وفرات:منذ مائتي عام، والقرن الثامن عشر يقترب من نهايته، وقد أصاب مراقبوا الاتجاهات الاجتماعية والسياسية في أوربا قلقاً عميقاً. وذلك من جراء الثورات المتلاحقة التي فتحت أبوابها الثورة الفرنسية التي وعلى الرغم من امتلاكها أسباباً محددة، مثلاً مالية الدولة الآخذة في السوء أثناء ثمانينات القرن الثامن عشر، فإن كثيرين ...شعروا أنه كانت هناك أسباب أعمق لتلك الثورات الاجتماعية.
كان أحد تلك الأسباب ظاهراً لكل من زار دون أوربا المزدحمة أو لاحظ تزايد البطالة في الريف. كان ما يرى هو تضاغط كائنات بشرية، تحتاج كلها للغذاء والكساء والمأوى والعمل، في مجتمعات ليست مهيأة جيداً لإجابة تلك الطلبات، على الأقل على مثل ذلك المستوى المطلوب. كانت زيادة احتمالات عدم حدوث الترافق بين عدد السكان والمصادر هذا، هو ما أقلق بعمق قسر ريفي إنجليزى متعلم تثيره التساؤلات دائماً، يسمى هوماس روبرت مالتوس. وفي مقال جعله شهيراً في العالم، وهو "وقال عن السكان "ركز مالتوس على ما بدا له أنه أعظم مشكلة تواجه الجنس البشري" ان قوة عدد السكان أعظم بدرجة غير محدودة من قوة الأرض على ما يقيم أود الإنسان".
من هذا المنطلق يحاول الباحث البحث عن السبل الممكنة لمواجهة هذه المعضلة البشرية التي كانت وما تزال تسبب أزمات العالم الحالية بكل أشكالها. ويقول المؤلف بأن هذه المشكلة: الزيادة السكانية أفرزت قضايا متشابكة في القرن الثامن عشر وهي ما زالت اليوم تجابه العالم قاطبين بقوة في أكثر من أي وقت مضى: الزيادة الهائلة في السكان، الضغط على الأرض، الهجرة، وعدم الاستقرار الاجتماعي من ناحية، وقوة التقنية على كل من زيادة الإنتاجية وإبدال الانشغالات التقليدية من ناحية أخرى، وهنا يشير المؤلف بأنه علينا أن ننظر إلى الظروف الاقتصادية والسكانية في أواخر القرن الثامن عشر كصورة مجازية للتحديات التي تواجه المجتمع الدولي اليوم فبعد قرنين من أفكار مالتوس. وزيادة على ذلك، من الحتمي منهم "تشابك" هذه القضايا في معضلة اليوم المماثلة.
ضمن هذه المقاربة يحاول المؤلف تحليل المشاكل التي تواجه العالم في محاولة لاستشفاف مكمن العلة في توسع رقعة هذه المشاكل على جميع الأصعدة انطلاقاً من زيادة السكان الهائلة والإمكانات الصناعية والزراعية في ظل الأوضاع والظروف القائمة في جميع دول العالم وعلى الأخص في الدول الثانية مؤكداً على أن الدور الأكبر لمواجهة هذه التحديات المتفاقمة هو ملقى أولاً وأخيراً على كاهل الدولة بصفتها الوحدة المفتاحية في الاستجابة للتغير المالي. لأن الكيفية التي تقوم بها القيادة السياسية للأمة لإعداد شعبها للقرن الواحد والعشرين تظل ذات أهمية حيوية حتى حينما تكون الأدوات التقليدية للدولة آخذة في الضعف. إقرأ المزيد