الإمام أبو بكر الرازي الجصاص ومنهجه في التفسير
(0)    
المرتبة: 46,767
تاريخ النشر: 01/01/2008
الناشر: دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة
نبذة نيل وفرات:أصل هذا الكتاب رسالة جامعية تقدم بها مؤلفها إلى قسم التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين-جامعة الأزهر في القاهرة، لنيل درجة الدكتوراة، وبعد مناقشتها نالت الرسالة بإجماع أعضاء اللجنة درجة العالمية (الدكتوراه) في تفسير وعلوم القرآن بمرتبة الشرف الأولى مع التوصية بطبع الرسالة لقيمتها العلمية ولما تقدمه من دراسة ...جادة ومتأنية وواعية للإمام أبو بكر الرازي الجصاص ومنهجه في التفسير.
وبالعودة لمضمون هذه الدراسة نجد أن المؤلف قد ابتدأها بدراسة وافية عن الإمام الجصاص، ألقى فيها ضوءاً كاشفاً على العصر الذي عاش فيه، والذي عاصر فيه عدداً من خلفاء الدولة العباسية بدءاً بالمقتدر بالله الذي حكم بين عاني 295-320هـ، وانتهاءً بالطابع لله الذي حكم بين عامي 363-381هـ، ومن خلال ذلك بين المؤلف خصائص هذا العصر سياسياً واجتماعياً وعلمياً واثر ذلك على الإمام الجصاص.
ثم تناول بالدراسة حياة هذا الإمام الكبير في: ميلاده، وطلبه للعلم، ورحلاته لذلك، وشيوخه وتلاميذه، ومكانته بين العلماء، وآثاره العلمية، وبعد ذلك بدأ المؤلف معالجة الطب في كتابه، فتناول بتمكن واقتدار لأدوات البحث العلمي منهج الإمام الجصاص في كتابه.
فبعد تعريفه بهذا التفسير، وبيان المصادر التي استقى منها الإمام الجصاص مادته العلمية، والتي شملت العديد من مصادر التفسير، والحديث، واللغة، و النحو، والفقه، والأصول، والتاريخ وغير ذلك، فصل القول في الأسس التي بنى عليها الجصاص تفسيره، وبعد دراسة واستقراء تفسير "أحكام القرآن" كاملاً تبين له أن هذا المنهج قام على أسس تتمثل في: حرص الجصاص على تقديم تفسير القرآن بالقرآن، وجمعه بين التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي، وإفادته من اللغة وعلومها، وعناية فائقة بالفقه والأحكام.
فالفقه هو السمة الغالبة على كتابه، واستعراضه لأهم مسائل العقيدة، وتعرضه لكثير من مباحث أصول الفقه وعلوم القرآن، واستعانته في معرفة المراد من الآيات بما ورد في نزولها من أسباب-إن كانت مما له سبب نزول، واهتمامه بالقراءات وتوجيهها، وابتعاده عن الإسرائيليات والموضوعات.
على أن لروح النصفة والأمانة العلمية التي تحلى بها مؤلف الكتاب جعلته لا ينحاز إلى الجصاص انحياز العصبية، فيتقاضى عما قد يراه من مآخذ على تفسيره، وكل يؤخذ من قوله ويرد عليه إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم بل إنه ذكر أن هناك بعض المآخذ على تفسير الجصاص، من بينها: تأثره بمذهب المعتزلة في بعض الرسائل، وانتقاده لبعض الرواة من غير وجه، وغير ذلك. ولكن مما لا يطعن في هذا التفسير القيم، ولا ينقص من قدره.
ولم يفت المؤلف قبل الفراغ من كتابه أن يذكر ما تمخضت عنه دراسته لكتاب "أحكام القرآن" من بيان القيمة العلمية لهذا الكتاب، ومن تأثيره على من جاء بعده من المفسرين والفقهاء، والأصوليين وغيرهم، مع ذكر نماذج من بعض الكتب التي ألفت بعد عصر الجصاص، وفيها تصريح بإفادة مؤلفيها من تفسيره. إقرأ المزيد