تاريخ النشر: 01/01/2022
الناشر: دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة
نبذة نيل وفرات:من أشد ما يحتاج إليه الناس في هذا العصر: العناية بالروح، والفهم للدين، والعمل به، وقد تهيأ هذا السلف الصالح على الوجه الأوفي، فطاب مجتمعهم، وصلح سلوكهم. وقد ترك أولئك السلف آثار خير وعلم ترشد التائهين، وتردهم إلى الجادة إذا ضلوا الطريق، فألفوا الكتب والرسائل في فضائل الأعمال وتزكيتها، ...وفي إصلاح النفس وتنقيتها ترغيباً وترهيباً، حتى قيل فيهم لكثرة ما قاموا به من تأليف وتصنيف وتحذير وتعريف: "ما ترك الأول للآخر".
ومن أطيب ما ترك الأول للآخر آثار الإمام الشيخ أبي عبد الله الحارث بن أسد المحاسبي الزاهد، الواعظ الفقيه، المحدث المتكلم، الداعي إلى الله بقلبه وقالبه، ولسانه وقلمه. وقد سلك أبو عبد الله في بعض كتبه مسلك الإطناب والإسهاب حتى لم يدع زيادة لمستزيد. وسلك في بعضها مسلك الجزالة والإيجاز، مكتفياً بقصير الكلام عن طويله. اعتماداً منه على توجه نفس المسترشد المستوصف. فألف هذه الرسالة التي سماها "رسالة المسترشدين"، وأودعها غالي النصح، وأطيب الإرشاد، وأوفى الموعظة، وأجلى التنبيه والإيقاظ، وأخلص القول والبيان والتوجيه، في جمل مكنوزة بالعلم والمعاني، تُفهم سريعاً، وتُقرأ سريعاً، ولكن لا يستفيد منها قارئها تمام الفائدة إلا إذا قرأها في أناة وتدبر تام، جملة جملة، كالذي يكرر الشيء ويتأنى به ليحفظه.
وقد لقيت هذه الرسالة في طبعاتها المتعددة، من القبول والاستحسان والانتشار الشيء الكثير، وترجمت إلى اللغة التركية من الطبعة الأولى، واتخذت في عدد من المعاهد العلمية في بعض البلدان العربية وغير العربية كتاب أخلاق دراسي للشباب والبنات، نتيجة لذلك قرر المحقق "عبد الفتاح أبو غدة" إعادة تحقيق هذه الرسالة في هذه الطبعة الجديدة المزيدة والمنقحة بالعديد من المباحث الهامة للقارئ، كقيامه بتوسيع مباحث المقدمة بفصل ذكر فيه حقوق العلماء والصالحين على المتعلمين منهم والمستفيدين، كما وذكر فيها فضل مجالسهم وسماع أخبارهم وحكاياتهم وقراء سيرهم... كما توسع أيضاً في بعض التعليقات على هذه الطبعة، نظراً منه إلى حاجة كثير من قراء هذه الرسالة، من المقيمين والمغتربين في دار الغربة، إلى بيان بعض الموضوعات وإشباعها، فزاد في الأخبار وفي الشواهد، حتى يتضح ويستقر الموضوع في نفس قارئه، كما أضاف بعض المباحث الفقهية التي يقع السؤال عنها لمعرفة حكمها، كالجهر بالذكر بانفراد وجماعة، وكصلاة التنقل بجماعة ليلاً أو نهاراً ووضع عناوين جانبية صغيرة في حواشي الكتاب للمباحث الهامة، لتدل القارئ على مضمونها قبل الدخول في قراءتها. إقرأ المزيد