تاريخ النشر: 30/12/1998
الناشر: دار المعارف
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة المؤلف:ليس هناك أكثر مما كتب عن "برجسون" في اللغات الأجنبية، فإن عدد ما ظهر من البحوث والدراسات عن فلسفته قد يبلغ عدة آلاف، وأما المكتبة العربية فقد بقيت مفتقرة إلى الكثير من الدراسات الجدية التي تتناول بالعرض والتحليل والنقد فلسفة ذلك المفكر الفرنسي الممتاز الذي وسم بطابعه معظم الحركات الفلسفية ...المعاصرة، ونحن حينما أقدمنا على كتابة هذا المؤلف، لم نكن نهدف من ورائه إلى أن نضع بين يدي القارئ العربي خلاصة وافية للفلسفة البرجسونية فحسب، بل كان غرضنا أيضًا أن ننقل إليه روحًا فلسفية عميقة خصبة مرنة، روحًا تنفر بطبيعتها من الجمود والتحجر، وتأبى أن تتخذ نفسها صورة "مذهبية" متحددة، والحق أن برسجون لم يزعم لنفسه يومًا أنه قد استطاع أن يقبض على الحقيقة بجمع يديه، وإنما هو قد أراد لفلسفته منذ البداية أن تظل "مفتوحة" غير مكتملة، حقًا إن كل عرض منهجي للفلسفة البرجسونية قد ينطوي على خيانة للروج البرجسونية نفسها، ولكننا لن ننسى في عرضنا للخطوط الرئيسية لتلك الفلسفة أن ننبه القارئ إلى أن "البرجسونية" هي في صميمها فلسفة ترفض التصورات الجاهزة والمفهومات الجامدة، كما أنها لا تميل مطلقًا إلى البناء الشامخ والتركيب الضخم ومن هنا فإن "البرجسونية" في رأينا هي روح ومنهج، أكثر منها ميتافيزيقا، ومذهب والصفة الاولى التي ينبغي أن يتحلى بها كل "برجسوني" إنما هي أولًا وقبل كل شئ صفة "اللامذهبية".
والحق أن تاريخ الفلسفة نفسه ليظهرنا على أن في "اليكارتية" خروجًا على ديكارت، وفي "الكنتية" افتياتًا على كنت، كما أن في "البرجسونية" تجنبًا على برجسون، فليس أوجب للباحث الذي يريد أن يظل مخلصًا للروح البرجسونية من أن يحذر تلك النزعة "المذهبية" التي قد تشوه كل ما في فلسفة برجسون من خصب ومرونة وحيوية. إقرأ المزيد