تاريخ النشر: 25/10/2023
الناشر: منشورات رامينا
نبذة الناشر:في غيابك
الذي يتخثر كليلة مطعونة بعتمة آثمة، لا علامة تغيث انتباهي، لا دروب
تستنجد بعماي، كأنني لا أتقن النداء!
أناديك بقوة، ولكن ندائي يتعثر كحجر.
في هذه الإشتباكات السردية التي تكمن للشعري تتشكل تضاريس هذه النصوص بمنعطفات ثلاثة؛ في المنعطف الأول تتوطن نصوص: [عن تلك الشجرة التي يستضيء بها الليل في ...سيره الأعمى، كقصيدة تمكث على لسان اللغة، لكي أتورد كالنسيان بين أصابعك، سفوح، كباش ولسان معضوض]، هنا يختلط الواقعي بالميتافيزيقي وكلاهما بالحلم.
"هذه السماء، هذه السموات المطعونة بالشساعة تميل نحو الآفاق بحنان، تماما كعينيك اللتين تتسعان وتختطفان اللانهائي المتقد خطفا. عيناك تحتفيان بعسلي مخضر فاتك أيتها السماء القريبة قاب شجرتين أو أدنى ...!".
أما المنعطف الثاني فينفتح بنصوصه [سماوات شاردة، عتمة على بعد شهقة، عن العدم، عن بناته الصاخبات، قوس الإغواء: ثمة شر يندلع، سر يكاد من وجهك... أيتها الغزالة]، ينفتح على محاولات حثيثة لأسطرة اليومي واقتناص العابر بشهوة اللغة الشعرية.
"لا يقين سوى هذه الابتسامة التي تتوطن شفتيك، سوى أصابعك وهي تنمو بين يدي ظلا لقصب بري، لا يقين ليقينك سوى شجرة الكينا هذه؛ كقصيدة تمكث على لسان اللغة انتظارا...!"
وينبثق المنعطف الثالث [ليل يغوص في شهقة أخيرة: نداء يتعثر كحجر، على رنة خلخالك يستيقظ العشب...!] للدفع بالشعري إلى مناطق عويصة ونائية من التجربة وعبر جغرافيات متعددة في مسعى حثيث لامتداح العشق الإنساني.
"أبعد من الصباح قليلا؛ حين شب العناق على رائحة القهوة ورائحة الهيل فاحت عميقا على انهيار جسدين في نشوة، في صرخة، في موت لما يأت...، يندفع الجسدان في نشيد إلى الأعلى هابطين نحو الهاوية ...
يتراَمى الحب كالحرير ...يغني العاشقان..."
إن الرهان المعقود على نصوص هذه المجموعة هو الدفع بالسردي لينقذ الشعري من النمطية من دون التخلي قيد أنملة عن الصورة الشعرية ومحاولة المضي عميقا لاصطياد اللامرئي في العابر والمتلاشي. إقرأ المزيد