ظلال العقل العربي " الجزء الخامس"
(0)    
المرتبة: 238,177
تاريخ النشر: 26/11/2019
الناشر: خاص - محمد مبروك
توفر الكتاب: يتوفر في غضون 48 ساعة
حمّل iKitab (أجهزة لوحية وهواتف ذكية)


نبذة المؤلف:لقد ارتبط أبناء الشعوب المفتوحة على يد العرب ارتباطاً تبعياً بالعقلية العربية والقومية العربية، كما ارتباط الطفل بالأم.. وجاء ارتباطها تبعياً نابعاً من متلازمة سيطرة العرب على مقاليد الحكم والسلطة وسيادة الأمر والنهي في هذه البلاد ما جعلهم الآباء الروحيين لأبناء
هذه الشعوب، وصارت قوميتهم هي السيد بينما قوميتهم في الأصل ...قومية غجرية غير عادية وغير إنسانية، فأصبحت الشعوب تتبنى مبادئهم دون وعي كما الطفل الذي يتبنى مبادئ أمه ويدافع عنها دون وعيٍ بجريرتها، فقط لأنها هي من أرضعته الدين وعلمته الكلام واللغة.. وأطعمته ثقافتها.. هي من سيطرت عليه وأرشدته وتحكمت في تصرفاته وسلوكياته منذ الصغر حتى وإن استغلته اقتصادياً.. ولم يحن الوقت بعد لبلوغه سن الرشد..
ذلك لأن الاحتلال العربي لهذه الشعوب قد اختلف عن كل الاحتلالات السابقة لسببين الأول أنهم تلفعوا بعباءة الدين، وما له من أثرٍ نفسي وميولاً غريزية لدى الشعوب في التدين، فلعب العرب على الوتر الحساس في نفوس الشعوب، وأجادوا استغلال هذا الوتر بفاعلية جعلت الشعوب تتنازل عن إرادتها وقوميتها وهويتها وتتقمص الهوية والقومية العربية من أجل الدين.
أما السبب الثاني فهو يعود لكفاءة العقلية العربية ذاتها، لأن العقلية العربية غير عادية، وحرفتها هي الكلام والغناء والشعر والتلحين، وبالتالي تمكنت هذه العقلية من احتواء الآخرين والسيطرة عليهم بقدرتها على التحايل والإقناع الملتوي، وهذه القدرة نابعة من القدرة الشعرية العربية، فهي قد تفوقت على شعوب العالم في تطويع اللغة لصياغة أفكارها ورؤاها في ضفائر كلامية عجيبة، ومن سمات هذه القدرة أيضاً احتواء الآخروالتلاعب بفكره وعقله وتطويع الأفكار والمعاني بما يخدم مصلحة المتحدث، وهي ذات القدرة التي تمكنوا بها من التحايل على نصوص القرآن وتطويعها لفظياً بما يخدم طموحاتهم الاستعمارية والتوسعية. فالعقلية العربية في الأساس متمكنة من التحايل والتطويع، حتى وصل بها الأمرلإقناع أبناء الشعوب التي سيطرت عليها بأن احتلال أوطانها إنما هو من أجلها ومن أجل الدين وعليهم أن يسلموا أنفسهم من أجل الله والدين، وبذلك هدموا فكرة الوطن في نفوس هذه الشعوب لصالح الدين وفي الأصل لصالح سيادة القومية العربية...
وأما السبب الثالث والأهم، فهو قبول الشعوب غير العربية لحالة الخضوع
للعرب وقبول هيمنة العقلية العربية عليهم واستسلامهم لسطوة العقل العربي، فهذه الشعوب في الواقع لم تخضع للعرب إلا بإرادتها المازوخية النفسية العميقة في الوعي الجمعي.. إذ أنها تستعذب الخضوع للعرب وتتخذ منهم زماء ورموز وآباء روحيين، وهذا ما يعني استحالة رؤية الحياة إلا بعد الخروج من مظلة العقل العربي وتحرير الوعي من قيوده التاريخية المقدسة..
في هذا الكتاب سنقف على محورين؛ الأول :مسقط رأسي بين الأجيال - أزمة الشرك بالله في تبعية السلف.
والثاني: متلازمة الاحتلال العربي - مسقط رأسي؛ بين الدين والتاريخ وعلم النفس. إقرأ المزيد