ظلال العقل العربي " الجزء الثالث "
تاريخ النشر: 01/01/2019
الناشر: خاص - محمد مبروك
نبذة المؤلف:كيف حكمت سلالة قريش أرض الفراعنة؟.. وكيف أصبح تاريخ العرب ديناً للشعوب؟ ..
سنظل دائمًا نعتز بأجدادنا قدماء المصريين الذين أبهروا العالم بحضارتهم الخالدة وبما حققته من إنجازاتٍ عظيمة بإمكاناتٍ بسيطةٍ عجز العلم الحديث عن تفسيرها.. ومازالت جيناتنا الوراثية تحمل بصمات أجدادنا، فعلينا تنشيطها واستنبات جذورها من جديد.. فنحن بحاجة ...إلى وثَباتٍ فكريةٍ تزيل عن عقولنا غبار الاحتلال العربي وتحفظ لمصر شخصيتها واستقلالها الحضاري، فالحضارة المصرية أكثر إشراقاً من حضارة العرب، وجميع الحضارات مارست التوسع الاستعماري وتركت آثارها الثقافية خلفها، إلا العرب تركوا غبارهم الثقافي في مصر ليحجب العقول، وجميع الحضارات قامت بسواعد أبنائها واتخذت بلادها مقراً لعواصمها، إلا العرب قامت حضارتهم
بالتطفل على الشعوب، وانتقلوا خارج بلادهم واستقرت عواصمهم في المستعمرات التي احتلوها.. في دمشق وبغداد والأندلس، بينما بقيت مكة وشبه الجزيرة صحراء عارية على حالها لأنهم ليسو من شعوب الحضارات التي تُدمن العمل والبناء والإنتاج.. استمرت حضارة الفراعنة في قمتها خمسة آلاف عامٍ بسلام، بينما حضارة العرب خمسمائة عامٍ وأرقدوها بصراعاتهم.إلى الأبد. كان عمرها قصيرٌ جداً.. كانت أشبه بقلعة من الرمال تعالت ثم تهاوت قبل أن تمسها الرياح..
شكراً للسادة المثقفين والمفكرين ونظامنا التعليمي الذين أوهمونا بأن أجدادنا المصريين
استقبلوا الفتح العربي بالترحاب للتخلص من الرومان, بينما الحقيقة أنهم تغاضوا عن ويلات الاستعمار العربي الذي كان أشد قسوة ببلادنا وأكثر تنكيلاً بأجدادنا الأقباط.. سامح الله الغزاة على ما فعلوه.. ونحن كمسلمين معظمنا من أصول قبطية نأسف لما عاناه أجدادنا من عنتٍ
عربي واستعمار باسم الدين والدين منه براء، فالتاريخ لا يكذب، وإن تجمّل أحياناً؛ لأن من يقرؤون التاريخ ليسو دائماً على الحياد. فما كان يخطر ببالنا أن أجدادنا المصريين قد قاموا بثوراتٍ وطنية ضد الغزو العربي الاستعماري، بل إن مجرد اصطلاح " الفتح العربي" لهو سُبة
كبيرة في حق الوطن..
فنحن بحاجة إلى ثورة وعي لتخليص عقولنا والإسلام من سياقه الثقافي التاريخي العربي ويجب أولاً أن نطهر صحيفة النبي محمد من مؤثرات التاريخ العربي، لأن المعارك التي تعرض لها النبي كانت جميعها دفاعية، ولم تتجاوز حدود الدفاع الشرعي عن حق الوجود، فلماذا أسموها غزوات؟ مع أن الغزو "حرب هجومية". ولماذا اعتبروا الفتوحات العربية جهاد؟ مع أنها كانت جرائم حربٍ ضد الإنسانية، بل إن معارك الفراعنة كانت أكثر نزاهة وإنسانية من فتوحات العرب، لكن الفتوحات كانت مصدر السلبي والدخل القومي الوحيد للعرب الذي أسسوا دولتهم عليه، لأنهم لا يعرفون العمل والبناء والإنتاج، ولهذا تفرغوا للسطو والتطفل على الشعوب والحضارات الأخرى.
فلماذا اعتبروا ذلك تاريخ للإسلام؟ مع أنه في الواقع تاريخ العرب الذي يخص فقط القومية العربية السعودية، ولا صلة له بالدين إطلاقاً؛ لأن الصحابة ليسو شركاء في النبوة، لكنهم نسبوا تاريخهم للدين فأصبح تاريخ العرب ديناً للشعوب، مع أن ارتباط الدين بالتاريخ حتماً يؤدي
إلى تجمد الفكر الديني في حدود ومعالم السياق التاريخي، ومن هنا دخل الإسلام كهف الظلم العربي، فعليه أن يخرج إلى النور.. ليعود إلى الحياة نظيفاً كزهرة اللوتس. إقرأ المزيد