مذكرات إنجي أفلاطون ؛ من الطفولة إلي السجن
(0)    
المرتبة: 7,260
تاريخ النشر: 01/01/2014
الناشر: دار الثقافة الجديدة
نبذة الناشر:وتغير الحال، فأبلغني المدير الجديد بورود إشارة بمنع الرسم لأسباب أمنية.. كدت أجن، وقررت الإبتعاد عن الطريق الرسمي، وأن أقوم بتهريب ما أرسمه، وبدأت فترة الإعتقال تكتسب أهمية كبيرة حيث بدت كأنها فترة لمزاولة الرسم، فكثيراً ما كنت أقول لزميلاتي: اتركوني فلا وقت عندي، ورحت أرسم بلهفة، وبعد فترة أحسست ...بعدم رغبة في رسم السجن والسجينات، وانتابتني حالة قرف من السجن، وبدأت أرسم الطبيعة من وراء القضبان حيث هناك حدائق وأشجار وورود، واهتمت جدًا بتصوير شجرة قريبة من أسلاك السجن الشائكة.. كنت أرسمها كل موسم، وقد علمني هذا التدقيق في الشيء الواحد كثيراً، لأنني لو كنت خارج السجن لما رسمت شجرة واحدة فقط، فمجال الاختيار كبير جداً، وقد سمت زميلاتي هذه الشجرة باسمي "شجرة إنچي".
شيء آخر أثار فيّ الرغبة في التصوير، كان خلف السجن فرع صغير من فروع النيل تعبر فيه مراكب شراعية، كنا من داخل السجن نشاهد الأشرعة وهي تتحرك وقد تسلقها بعض الرجال ليربطوا القلاع.. كانت حركة الأشرعة تثير فيّ أشجاناً كثيرة ورغبة جامحة في الحرية والانطلاق، كنت مندهشة: الأشرعة تتحرك وتمضي في طريقها ونحن ثابتون في هذا المكان اللعين، وقد حصلت على إذن من مدير المنطقة عباس قطب للصعود فوق سطح المغسل حيث تتاح رؤية أفضل، وقد أثار هذا اهتمام السجينات بالمنظر، فكن إذا ما ظهرت المراكب يصحن:
"المراكب وصلت" وقد رسمت صوراً كثيرة للشراع تصور ثباتنا وحركة الأشرعة .. إقرأ المزيد