مسلمو روسيا ومشاريع الاستقلال
(0)    
المرتبة: 158,676
تاريخ النشر: 01/01/2007
الناشر: المركز العربي للدراسات الإنسانية
نبذة الناشر:يتناول البحث واقع المسلمين في روسيا الاتحادية من خلال دراسة أوضاعهم القديمة والحالية مع المركز الروسي، وتطور علاقتهم بالإسلام، والكشف عن تنامي رغبة الجمهوريات ذات الكثافة الإسلامية في الاستقلال, يمثل المسلمون في روسيا قوة سكانية متصاعدة، حوالي 20 مليون نسمة، ويتركز وجودهم في منطقتين مهمتين ، وهما: منطقة القوقاز الشمالي ...الحدودية، ومنطقة الفولغا والأورال في قلب روسيا، وللإسلام في روسيا جذور عميقة؛ إذ وصلها مبكرًا قبل دخول المسيحية إلى أراضيها, تعرض المسلمون في تلك المنطقة منذ القرن السادس عشر وإلى الآن لعمليات احتلال واضطهاد مستمرة استهدفت هويتهم ودينهم، حتى أصبح الإسلام في نظر غالبية مسلمي روسيا مجموعة محدودة من العادات التي يداخلها الكثير من الانحرافات.
وبعد أن أعلن الرئيس السوفييتي السابق غورباتشوف عن سياسة البريسترويكا «إعادة البناء» وسماحه لأصحاب الديانات بأن يمارسوا شعائرهم؛ عاد المسلمون إلى المساجد، وبدأوا في تعلم مبادئ دينهم، إلا أن سياسة الانفتاح التي أعلنتها روسيا لم تمكن المسلمين من ممارسة كامل حقوقهم الدينية, ومنذ انهيار الاتحاد السوفييتي سنة 1991م تسعى روسيا للحفاظ على وضعها السابق كقوة عظمى؛ ولذا فإنها تصر على عدم قبول الأفكار الاستقلالية التي قويت في بعض المناطق الروسية.
لا يعد الفكر الاستقلالي لدى مسلمي روسيا ظاهرة مستجدة، بل شهدت الكثير من الجمهوريات ذات الكثافة المسلمة محاولات متعددة لمقاومة المحتل الروسي قديمًا. وقويت الروح الاستقلالية لدى بعض مسلمي روسيا خاصة في منطقة القوقاز بسبب الاعتبارات التاريخية فضلاً عن الظروف الاقتصادية السيئة والتأثر بالصحوة الإسلامية المحيطة, تمثل جمهورية الشيشان بإقليم القوقاز -بما توفر لها من الخصائص العِرقية، والصحوة الإسلامية، والشخصية الشيشانية الصلبة- الأنموذج الأبرز بين الجمهوريات ذات الكثافة الإسلامية في عدم التخلي عن المشروع الاستقلالي, في حين نجد الوضع في جمهورية تترستان بإقليم الفولغا أقرب إلى التعايش مع المركز الروسي. وتختفي الأصوات المنادية بالاستقلال تارة وتضعف تارة أخرى؛ بسبب الصعوبة الجغرافية التي تحول دون الاستقلال، فضلاً عن ضعف الالتزام الديني مع أهميته كعامل يمكن الالتفاف حوله في ظل تعدُّد عِرقي يعرقل مشاريع الاستقلال. إقرأ المزيد